قال تقرير نشرت نتائجه قبل أمس: إن السكان المتضررين من أزمة تلوث مياه الشرب بمدينة فلينت بولاية ميشيجان الأمريكية دفعوا أكبر فواتير للمياه في البلاد، على الرغم من فشل المدينة في معالجة مياه الشرب بشكل جيد، مما أدى إلى تلوثها بالرصاص. ووفقا ل (رويترز)، قال تقرير جماعة (فود آند ووتر ووتش) ومقرها واشنطن: إن فواتير المياه المستهلكة في مدينة فلينت بدءا من يناير كانون الثاني عام 2015 بلغت 864.32 دولار للمنزل الواحد، بواقع استهلاك 60 ألف جالون في السنة. وتظل قيمة هذه الفاتورة مرتفعة في فلينت - وهي واحدة من أفقر المدن الأمريكية- بالمقارنة بمدن أخرى على الرغم من الأمر الذي أصدره القاضي بأن تخفض سلطات المدينة من أسعار استهلاك المياه بنسبة 35 في المئة مع عدم محاسبة المستهلكين على رسوم الخدمات. وتضمنت الدراسة فحص 500 من شبكات المياه العمومية في 48 ولاية أمريكية وأوضحت أن شبكات المياه الخاصة الهادفة للربح تفرض مبالغ أكبر على الاستهلاك من شبكات المياه العمومية مثل شبكة فلينت العامة. وفي إجراء يهدف إلى خفض التكاليف، حولت فلينت نظام المياه من ديترويت إلى نهر محلي عام 2014. وجرفت مياه النهر - الأكثر تلوثا بمادة تحدث التآكل - الرصاص من جدران أنابيب شبكة المياه مما أدى إلى مستويات غير مقبولة من الرصاص في المياه الواصلة للمنازل. وأصبح هذا التلوث - الذي كان يمكن تداركه بمعالجة المياه بمادة مضادة للتآكل - فضيحة سياسية بعد الكشف عن رسائل الكترونية متبادلة بين عدد من كبار مسؤولي ولاية ميشيجان تشير إلى أنهم كانوا على علم بتصاعد عدد إصابات مرض المحاربين القدماء، وبأزمة تلوث مياه مدينة فلينت، وذلك قبل وقت طويل من إعلان ريك سنايدر حاكم ولاية ميشيجان بأن لديه معلومات عن هذه الأزمات. وطُلِب من سنايدر وهو جمهوري الإدلاء بشهادته في هذا الصدد أمام إحدى لجان الكونجرس الشهر القادم، فيما باتت هذه القضية ضمن المسائل التي تتضمنها الحملات الانتخابية للسباق الرئاسي الأمريكي. وتشير بيانات الأجهزة الإحصائية الأمريكية إلى أن 42 في المئة من سكان فلينت يعيشون تحت خط الفقر.