فاجأ «داعش» قوات الأمن في الأنبار بهجمات انتحارية على سد حديثة، شمال غربي الرمادي، أسفرت عن قتل عشرات العسكريين، بينهم ضباط كبار، بالتزامن مع استعدادات يجريها الجيش لشن عملية عسكرية على قضاء هيت القريب. وجاء في بيان ل»قيادة عمليات الجزيرة والبادية» المسؤولة عن غرب الأنبار أن «داعش» شن أمس «هجمات انتحارية استهدفت مقر الفوج الثالث قرب سد حديثة أسفر عن قتل عشرات العسكريين، بينهم رئيس أركان العمليات العميد الركن علي عبود وآمر سرية الإسناد المقدم فرحان إبراهيم». وأوضح أن «ثلاثة انتحاريين تابعين لداعش هاجموا تجمعاً للقوات الأمنية، أعقبها هجوم بري شنه مسلحون آخرون من التنظيم بعربات مفخخة تمكنت من المرور بعد إحداث ثغرة في حائط الصد». وأفاد شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر غرب الأنبار «الحياة» بأن الهجوم على سد حديثة هو الأول منذ شهور، وكانت لدى قوات الأمن معلومات، قبل يومين، تؤكد وجود مخطط لشن الهجوم». وأضاف أن «قضاء حديثة يمثل عقدة أمنية لدى داعش الذي يسعى منذ عامين للسيطرة عليه لبسط سلطته على مناطق غرب الأنبار، ولكن محاولاته باءت بالفشل، وبقيت حديثة صامدة، على رغم تعرضها للحصار من كل الجهات وتعتمد على جسر جوي لإمدادها بالمواد الغذائية والطبية». وأشار إلى أن الهجوم الجديد اضطر الجيش الذي كان يستعد لشن عملية لتحرير قضاء هيت المجاور، إلى إعادة حساباته، وأصبحت أولويته فك الحصار المفروض على حديثة». في الرمادي، مركز المحافظة، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أن «قوات الأمن تمكنت من إحباط عملية تسلل نفذها داعش على منطقة الحامضية، ودمرت عربتين للتنظيم في منطقة البو عبيد، بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، فيما فكك الجهد الهندسي 103 عبوات ناسفة في السجارية». وانتقد أحمد الفهداوي، وهو أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر في الرمادي «تراخي قوات الأمن في استكمال تحرير بلدات البو بالي والبو عبيد وجزيرة الخالدية». وقال في اتصال مع «الحياة» إن «الانتصار الذي حققه الجيش في تحرير مركز الرمادي لن يكتمل من دون تحرير هذه البلدات»، ولفت إلى أن «بقاء داعش فيها سيجعل مركز المدينة تحت مرمى نيران التنظيم الذي يسعى لاستعادة ما خسره». وأضاف أن «قيادة الجيش استبدلت قبل أسبوعين قوات الأمن المقاتلة بأخرى أقل خبرة في قاطع شرق الرمادي، ما أدى إلى التراخي في استكمال عمليات التحرير». وكان عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي قال ل «الحياة» إن «لجنة وزارية عليا مكونة من مسؤولين في عدد من المؤسسات الخدمية تواصل عمليات تأهيل وتنظيف الرمادي»، وأشار إلى أن «الأزمة المالية التي تعاني منها الحكومة أثرت سلباً في إعادة إعمار الرمادي».