ارتفعت نسبة قصف المستشفيات في سورية بعد التتدخل السوري على رغم تأكيد المنظمات الصحية الرسمية السورية أن القطاع الصحي لم يتأثر بالحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات، إلا أن غالبية المؤسسات الطبية والمنظمات غير الحكومية تؤكد أن القطاع الصحي في سورية أقرب إلى المدمر. وأكد وزير الصحة السوري الدكتور نزار يازجي أن الوضع الصحي في سورية مستقر، فيما كشفت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية أن النظام الصحي فى منطقة بلدة اعزاز في ريف حلب دمر بالفعل، مركدة أنه على وشك الانهيار. وقدّرت منظمة طبية سورية غير حكومية كلفة إعادة بناء النظام الصحي في سورية بعد خمس سنوات من الحرب بثمانية بلايين دولار، إذ دمر 330 مرفقاً صحياً على الأقل بينها 177 مستشفى، معظمها في عمليات قصف، منها 112 مرفقاً دمرت في العام 2015، كما قتل 700 من العاملين الصحيين. وقال مسؤولون في مستشفيات قرب الحدود التركية - السورية، إن مستشفياتهم تعرضت إلى هجوم واكتظت بالجرحى جراء غارات جوية روسية، وإن الوضع الصحي في المنطقة أصبح على شفا الانهيار. ونتيجة استمرار الحرب في سورية وتردي الأوضاع المعيشة، تزايدت معدلات الهجرة إلى خارج البلاد، والتي كان لأصحاب العقول والشهادات العلمية نصيب منها . وكشف نائب نقيب أطباء الأسنان في سورية صفوان القربي، أن عدد الأطباء الذين هاجروا إلى خارج البلاد بلغ ستة آلاف طبيب من أصل 20 ألفاً، مؤكداً أن نسبة الهجرة ارتفعت لدى أطباء الأسنان بشكل ملحوظ، وأكد نقيب الأطباء عبد القادر حسن إلى إحدى الصحف المحلية، أن عدد الأطباء الذين هاجروا عام 2015 بلغ 900 طبيب وأن نسبة الأطباء الذين هاجروا إلى خارج البلاد خلال فترة الحرب تجاوزت في مرحلة معينة 30 في المئة أي ما يعادل 10 آلاف طبيب من أصل 40 ألفاً . ولم يقتصر الحال في سورية على هجرة الاطباء، بل انتشرت ظاهرة بيع الأعضاء البشرية عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالهجرة وباحوال السوريين في الخارج، فلا يكاد يمر يوم إلا وينشر إعلان أو أكثر لسوريين يرغبون ببيع أعضائهم، ولم يتوقف الأمر عن بيع الكلى، بل امتد لمواطنين يسعون إلى بيع جزء من الكبد أو جزء من الرئة، أو أي شيء آخر من شأنه إنقاذهم من البؤس المعيشي. وقال المحامي العام الأول في دمشق أحمد السيد، إن أكثر من 20 قضية إتجار بالأعضاء البشرية، عالجها القضاء السوري خلال السنوات الأربع الأخيرة، مبينا أن هذا النوع من الدعاوى القضائية كان نادراً في المحاكم، وهو يعتقد أن العدد الكلي فاق عتبة ال20 ألف حالة. وازدادت الهجمات التي استهدفت النظام الصحي منذ بدء روسيا لضرباتها الجوية قبل أكثر من أربعة أشهر لدعم النظام السوري. وبحسب «منظمة العفو الدولية»، فإن 90 في المئة من هذه الهجمات هي من فعل الجيش السوري وحلفائه.