حالٌ من الحزن الشديد تسيطر على الابن الأكبر لوكيل الرقيب بدر حمدي الرشيدي الذي قُتل غدراً مساء الخميس الماضي في منطقة القصيم بواسطة إرهابيين ينتمون لما يسمى تنظيم (داعش)، فمنذ أن شاهد فارس بدر (ابن القتيل) البالغ من العمر (ثمانية أعوام) مقطع الفيديو لعملية مقتل والده البشعة أصيب بصدمة نفسية وانهيار عصبي ونوبة بكاء لا تتوقف منذ يومين. وذكر شقيق المغدور ل«الحياة» أن «الابن الأكبر لشقيقه المغدور (فارس) الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي في بريدة، تعرض لحالة نفسية سيئة لارتباطه وتعلقه الشديد بوالده، فهو لم يتوجه لمدرسته منذ وفاة والده، بل بات يرفض نهائياً فكرة الذهاب للمدرسة من دون صحبة والده كما يقول، ويكتفي بالتعليق على محاولات والدته وجدته لإقناعه بالذهاب للمدرسة بقوله: «ما راح أروح للمدرسة إلا مع أبوي»، قبل أن يصاب بصدمة نفسية وانهيار عصبي، جعلته في وضع أسوأ من السابق بعد مشاهدته لمقطع وفاة والده قبل نحو يومين بعد انتشاره في مواقع التواصل الاجتماعي. ولفت إلى أن شقيقه بدر (32 عاماً) كان يعمل في السلك العسكري منذ 13 عاماً، وأنه كان يسكن في شقة مستأجرة في حي الضاحية ببريدة مع زوجته وطفلين ووالدته المُسنة (66 عاماً) وشقيقه الأصغر المقعد سعد (30 عاماً)، الذي كان يعمل في الطوارئ قبل أن يصاب بشلل نصفي نتيجة حادثة مرورية تعرض لها قبل خمسة أعوام، موضحاً أنه تعرض للغدر حينما تلقى اتصالاً عصر يوم الجريمة من ابن خالته وائل مسلم الرشيدي (28 عاماً) الذي يعمل طبيباً في مستشفى دلة، وأخبره أنه للتو تحرك من الرياض باتجاه القصيم، ويرغب في مقابلته لتسليمه هدايا لوالدته مرسلة من شقيقتها (خالة المغدور)، وفي الساعة التاسعة مساءً بعث له برسالة واتساب وأخبره بالموقع، وكان وقتها (بدر) في مستشفى الملك فهد التخصصي لأخذ أدوية خاصة بشقيقه. وأضاف: «عندما توجه للموقع لمقابلة وائل تفاجأ أن برفقته ثلاثة من أشقائه واثنين من أقربائه، وقد خططوا لتنفيذ جريمتهم النكراء، موضحاً أن أبناء خالته الأربعة كانوا منعزلين تماماً عن الاختلاط بهم منذ نحو عامين، ويوجدون بشكل يومي داخل مخيمات خاصة بهم في الرياض، مناشداً المسؤولين علاج شقيقة المقعد بالخارج، وتأمين مأوى لأسرته، خصوصاً أن ظروف أسرته المادية صعبة جداً، إذ لا يملكون منزلاً ويقيمون في شقة مستأجرة في القصيم لم يغادروها حتى الآن، لحاجة والدته للبقاء بالقرب من مستشفى الملك فهد التخصصي لأن لديها مراجعات دورية فيه.