توعد أعضاء في مجلس الشورى هيئة الإذاعة والتلفزيون بأنهم سيعملون على تحرير المجال من عباءة الحكومة، وإبقاء «الهيئة» جهة ترخيص وتنظيم فقط، حتى يتاح للقنوات السعودية المنافسة في السوق النشطة، بعد سلخها عن الهيئة الحالية. وفي توصية (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، طالب عضوا الشورى عطا السبيتي والدكتورة لطيفة الشعلان ب«درس تخصيص قطاعي الإذاعة والتلفزيون وتحويل الهيئة إلى جهة ترخيص ورقابة لهذا النشاط»، إذ يرى مقدما التوصية أن ذلك من شأنه أن يوفر «الاستقلال والمرونة الضرورية لممارسة عمل الإذاعة والتلفزيون بعيداً عن طبيعة العمل الحكومي، وخصوصاً أن العمل الإعلامي أصبح عملاً احترافياً يتصف بالمنافسة الشديدة». بينما سيقوم المجلس الأربعاء المقبل بمناقشة التوصية في سياق التقرير السنوي لهيئة الإذاعة والتلفزيون للعام المالي 1435-1436ه. وتأتي التوصية بعد جلسة هجاء غاضبة تهكمت بهيئة الإذاعة والتلفزيون بسبب اتهامها الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بتعمد تشويه صورتها، ما ولد استغراباً لدى الأعضاء، حين لاحظوا عدم قناعة الهيئة بقصورها ورؤيتها لنفسها في درجة الكمال. ووصف أعضاء في المجلس تقريرها وعملها ب«الهزيل وما ورد فيه مرير وعليل ويئن من أوجاع بدون رؤية استراتيجية»، وتهكم أعضاء على الهيئة حين ذكرت أن بين الصعوبات التي تواجهها تشويه صورتها بشكل متعمد من الإعلاميين المنتقدين لها. وطالب الأعضاء الهيئة بأن تنظر بواقعية نحو ما تعرضه الصحف، وأن تقوم بتحسين أدائها وإعادة تأهيل موظفيها. وبرر السبيتي والشعلان توصيتهما بأن «العمل الإعلامي أصبح عملاً احترافياً يتصف بالمنافسة الشديدة، ويحتاج إلى استقطاب كفاءات وخبرات عالمية لا تتوافر للهيئة، إضافة إلى أن استمرار تبعية هذين القطاعين للهيئة مع محدودية مواردها يجعل استقطاب الكفاءات المميزة والاحتفاظ بها محالاً، كما أن تخصيص هذين القطاعين سيخفف من كلفة النفقات التشغيلية لهما التي تتحملها الموازنة العامة ويوفر لهما موارد مستدامة». واعتبر العضوان تخصيص العمل الإذاعي والتلفزيوني كفيلاً ب«الاستقلال والمرونة الضرورية، بعيداً عن طبيعة العمل الحكومي والاستفادة من تجربة تخصيص قطاعات مماثلة. وبين التوصيات التي أضافها المجلس إلى تقرير الهيئة، توصية تقدم بها الدكتور سلطان السلطان يطالب فيها بوضع خطة استراتيجية للقناة مدة 50 عاماً مقبلة.