«جريدة جديدة في بلد جديد»، شعار رفعته صحيفة «أنباء موسكو» الصادرة بالعربية في العاصمة الروسية مع عودتها إلى الحياة بعد توقف دام نحو 20 سنة. وعلى رغم أن الشعار الآنف الذكر يوحي للوهلة الأولى بتعمد إعلان قطيعة بين الجريدة بنسختها الجديدة و «أنباء موسكو» السوفياتية، لكن توقيت إطلاق المشروع الإعلامي الروسي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الجريدة في العام 1969، عكس حرصاً على إبراز كون «أنباء موسكو» هي امتداد طبيعي للتجربة الاعلامية السوفياتية الأهم التي حافظت على تواصلها مع القارئ العربي طوال عقدين، قبل أن تختفي مع كل ما اختفى فجأة فور غياب الدولة السوفياتية عن الخريطة. وكانت «أنباء موسكو» عادت إلى الحياة في حلة جديدة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بمبادرة من وكالة أنباء «نوفوستي» التي أطلقت قبل ذلك النسخة الإنكليزية للجريدة، و «عندما لمسنا نجاح المشروع فكرنا بإطلاق النسخة العربية أيضاً»، كما أوضحت رئيسة تحرير الوكالة سفيتلانا ميرونيوك. ولتوضيح معاني الشعار الذي رفعته الجريدة الجديدة، قالت ميرونيوك إن العالم تغير كثيراً خلال العقدين الماضيين كما شهدت روسيا تحولات جذرية، لذلك «من الطبيعي أن نتحدث عن جريدة جديدة في بلد جديد». وهذه الجريدة لا تضع ضمن مهماتها، كما كانت عليه الحال في العهد السوفياتي، تقديم رؤية أيديولوجية أو تعبوية لمصلحة أفكار أو معتقدات معينة، بل تهدف إلى «نقل صورة موضوعية هادئة عن التطورات في روسيا». بهذه الآليات والأهداف التي وضعتها «أنباء موسكو» بحلتها المعاصرة، أصدرت الجريدة أعدادها الستة الأولى. والجريدة التي توزع مع صحف محلية في 16 بلداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعتمد على طاقم صحافي عربي وروسي من داخل روسيا وبعض بلدان المنطقة. وبحسب معطيات الوكالة، فإن الجريدة توزع حالياً 150 ألف نسخة، ويقول القائمون عليها إن ردود فعل إيجابية وصلت إلى إدارتها من غالبية المناطق التي توزع فيها. وكانت ميرونيوك لفتت إلى أهمية ألا تكون الجريدة «مجرد مصدر معلومات للقارئ العربي المهتم بالشأن الروسي الداخلي وبشؤون العلاقة الروسية – العربية، بل وأن تتحول إلى منبر حوار نشط بين الجانبين»، في إشارة إلى اهتمام الجريدة بالتفاعل مع آراء القراء العرب الواردة إليها. وأوضحت: «ننظر الى «أنباء موسكو» على انها ستكون ساحة للحوار والنقاش وميداناً لطرح آراء وتقويمات مختلفة، كما انها تتيح إمكانات كبيرة للتواصل وتبادل الآراء والخبرات. فهي قناة للاختلاط بين الناس، وهذا يجعل من المشروع الإعلامي حدثاً مهماً للغاية. والمطلوب هو الحوار وليس الحديث الأحادي الجانب، ما يستدعي أن تكون الجريدة وسيلة لتنظيم مناقشات وندوات وطاولات مستديرة، بالاضافة الى فعاليات ثقافية بينها مهرجانات في بلدان الشرق الاوسط. وإلى النسخة «الدولية» التي تطبع في عدد من العواصم العربية، بينها دبي والقاهرة، تمتلك «أنباء موسكو» نسخة محلية تصل إلى أربعة آلاف نسخة توزع في العاصمة الروسية وتصل إلى العرب المقيمين فيها وإلى المستعربين والمؤسسات المعنية بالعلاقة بين روسيا والعالم العربي. ومع انقضاء ستة أشهر على إطلاق المشروع، تتجه «أنباء موسكو» حالياً، لدخول مرحلة ثانية من تطوير أدائها وتوسيع نشاطها. فهي تعمد حالياً إلى وضع تصميم جديد للجريدة لتظهر ابتداءً من حزيران (يونيو) المقبل في قطع أقرب إلى شكل جريدة «غارديان» البريطانية العريقة. والتطوير في هذه المرحلة، كما يشير القائمون عليها، لن يشمل الشكل فقط، إذ ستتحول الجريدة ابتداء من الشهر المقبل إلى نصف شهرية، وكانت الوكالة أشارت إلى طموح الجريدة في التحول إلى أسبوعية مع مرور الوقت. وفي جعبة خطة التطوير وصول الجريدة الى مناطق وبلدان جديدة لم تكن وصلت اليها حتى الآن، ووضع خطط جديدة للتوزيع تضمن انتشاراً أكبر. وأشار مصدر في الوكالة إلى نية برفع سقف التوزيع ليصل إلى 300 ألف نسخة لكل عدد، ما يعني توزيع 600 ألف نسخة شهرياً.