كم أحب وقت الإجازة لأنه يقربني لأمي، فأصبحت أجلس معها كل صباح حتى أشبع من رؤيتها لأنني كرهت أيام الدراسة فأنا لا أراها، أعود من مدرستي حباً وشوقاً لرؤيتها لكنني لا أراها فأذهب مسرعة للاتصال بها والاطمئنان عليها والحديث معها عن يومي الذي مررت به من سعادة وحزن، فهي تعود من عملها وقد أرهقها التعب من يوم شاق. كم تمنيت أن تكون في مدرستي لكي أراها وأستمتع بالحديث معها. كم أحببت وجودها بالمنزل كثيراً، فأنا أصبحت مسؤولة عن المنزل أعد لأبي وإخوتي الطعام إلى أن تأتي أمي الغالية وحينها تبدأ إجازتي، لأنني سأجلس قرب أمي فأذهب معها إلى الدوام، أحزن كثيراً حينما أراها متضايقة وحزينة، أذهب إليها وأحاول جاهدة لكي أسعدها، ففي مرة من المرات رأيتها متضايقة فقلت لها هذه الكلمات البسيطة التي أحدثت تغييراً في حياتها: «أمي عسى من زعلك يبكي من الضيقة غشيه ما عرف قدرك عمى قلبه من عيونه»، فعندما قلت لها أحسست بسعادتها والحزن بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً وتحل محله السعادة، فهذه أفضل إجازة مررت بها.