أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية التزامها بوقف العمليات العدائية الذي سيدخل حيز التنفيذ ليل الجمعة - السبت، في وقت صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن الاتفاق «ليس ملزماً» لتركيا المصممة على الرد على أي هجوم يمكن أن يشنه المقاتلون الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين» على أراضيها. وأفادت «الوحدات» في بيان على صفحة الناطق باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل على «فايسبوك»: «أننا في وحدات حماية الشعب نولي أهمية كبيرة لعملية وقف إطلاق النار المعلنة من قبل أميركا وروسيا»، مؤكداً «سنلتزم به مع الاحتفاظ بحق الرد على المعتدي في إطار الدفاع المشروع إذا هجم علينا». ويدخل اتفاق أميركي - روسي لوقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة - السبت (الجمعة 22 ت غ)، ومن دون أن يشمل «داعش وجبهة النصرة وبقية المنظمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن». وأكدت «قوات سورية الديموقراطية» من جهتها، وهي عبارة عن تحالف عربي - كردي على رأسه «وحدات حماية الشعب»، التزامها الاتفاق. وقالت في بيان: «اعتبرنا هذا الاقتراح خطوة إيجابية من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الراهنة في سورية، وقمنا بإبلاغ الولاياتالمتحدة بقرارنا هذا»، مؤكدة أن «قواتنا ستلتزم من جهتها بوقف عملية إطلاق النار في حال تنفيذ الاتفاقية مع الاحتفاظ بحقها بالدفاع المشروع عن نفسها في حال تعرضها للهجوم من أي طرف كان». إلا أن داود أوغلو أعلن الخميس أن الاتفاق «ليس ملزماً» لأنقرة، داعياً «المقاتلين الأكراد إلى الامتناع بشكل كامل عن مهاجمة تركيا». وتقصف المدفعية التركية منذ حوالى عشرة أيام مواقع المقاتلين الأكراد في محافظة حلب (شمال). وكان هؤلاء استغلوا تراجع الفصائل المقاتلة وبينها إسلاميون، في ريف حلب الشمالي أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الجاري، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تبعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الحدود التركية. وقال داود أوغلو في لقاء مع صحافيين في قونية (وسط) بثته شبكات التلفزيون: «هذه الهدنة ليست ملزمة ولا تعني سوى سورية». وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بأمن تركيا، لا نطلب أي إذن بل سنقوم باللازم»، داعياً المقاتلين الأكراد إلى الامتناع بشكل كامل عن مهاجمة تركيا. ويشير داود أوغلو بذلك إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي»، أكبر الأحزاب الكردية في سورية وجناحه المسلح «وحدات حماية الشعب» اللذين يسيطران على مناطق على مقربة من الحدود التركية.