اكتسح فيلم "سيرافين" للمخرج مارتان بروفوست حلبة السباق الى جوائز السيزار التي تكافئ السينما الفرنسية في الحفل الرابع والثلاثين من الجائزة بحصوله على سبعة تماثيل جوائز مكنته من التربع على عرش السينما الفرنسية في مجمل نتاجها للعام 2008. وحقق هذا الفيلم المفاجأة حين تفوق على الفيلم الذي كان مرشحا لعشر جوائز سيزار بينما رشح هو لتسع جوائز اصلا بعد ان انتخبه اعضاء اكاديمية السيزار التي اثببت مرة جديدة اختلافها عن الاوسكار التي تمنح جوائزها دائما وفق اعتبارات السوق وشباك التذاكر. وتسلم مخرج سيزار افضل فيلم من يد النجم الاميركي شون بين الذي حضر حفل السيزار امس والذي اقيم في مسرح الشاتليه وسط العاصمة الفرنسية. وفور تسلمه الجائزة شكر بروفوست "كل الذين اتاحوا لهذا الحلم ان يتحول الى حقيقة". و"سيرافين" هو العمل الثالث للمخرج الذي هو ممثل ايضا. وفضلا عن سيزار افضل فيلم، نال "سيرافين" جائزة افضل سيناريو التي كوفئ عنها مارك نور الدين ومارتان بروفوست. كما نال الفيلم سيزار افضل صورة وافضل موسيقى وضعت لفيلم وافضل ديكور وافضل ازياء. ومكن هذا الفيلم ايضا الممثلة يولاند مورو من انتزاع ثاني سيزار في حياتها في يوم عيد ميلادها عن دورها في الشريط حيث تؤدي دور امراة ريفية عصامية تعمل في المنازل في بداية القرن العشرين قبل ان تتحول الى فنانة تتمتع بالشهرة في الفن المعروف بالبدائي او ال"بريميتيف". واذا كان شريط بروفوست حقق المفاجاة فان شريط "مسرين" لجان فرانسوا ريشي الذي كان مرشحا لعشر جوائز لم يحظ الا بثلاث سيزارات اهمها سيزار افضل اخراج. ونال النجم فانسان كاسيل عن دوره في هذا الشريط حيث ادى دور رجل العصابة المحير والغامض، جائزة سيزار افضل ممثل وبادر كيسيل الى تقبيل زوجته الحسناء مونيكا بللوتشي قبل صعوده لاستلام جائزته التي كان اكيدا من نيلها. وخرج فيلم "اليوم الاول من بقية عمرك" الذي يروي سيرة خمسة افراد من نفس العائلة على مدى اثني عشر عاما بطريقة جذابة وانسانية ومؤثرة، بثلاث جوائز سيزار: جائزة افضل ممثلة واعدة لديبورا فرانسوا وافضل ممثل واعد لمارك اندريه غروندان وجائزة افضل مونتاج. اما الفيلم الفرنسي "بين الجدران" للوران كانتي الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2008، فاكتفت الاكاديمية بمنحه جائزة افضل سيناريو مقتبس عن كتاب وضعه فرانسوا بيغودو الممثل في الفيلم. ونال فيلم "احبك من زمن" للمخرج فيليب كلوديل والذي هو كاتب اصلا، جائزة العمل الاول ونالت ايلزا زيلبرشتاين سيزار افضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في هذا الفيلم وحيث لعبت بجانب البريطانية كريستين سكوت توماس. ويصور الفيلم تراجيديا امراة غامضة تخرج من السجن وتلتقي باختها بعد سنوات فيتم اعادة بناء العلاقة بين الاختين ليس من دون خوف وصعوبات قبل ان يكتشف الجميع حقيقة تلك المراة التي كانت ضحية. واذا كانت اولى المفاجآت تمثلت بالانتصار الساحق ل"مسرين" فمن ضمن المفاجآت كان خروج فيلم "اهلا بكم عند الشتيز" خالي الوفاض من الحفل الرابع والثلاثين للسيزار بعد ان كان رشح لجائزة وحيدة في باب السيناريو. وكان هذا الفيلم الكوميدي حقق اعلى نسبة بيع في شباك التذاكر في تاريخ السينما الفرنسية ببيعه عشرين مليون بطاقة سينمائية كما نجح في الاسواق الانكليزية. وكان داني بون صاحب الفيلم اعلن عدم رغبته في المشاركة في حفل السيزار قبل ان يعود عن قراره ويحضر ويصعد الى الخشبة ليمازح الجميع ويجادل قليلا. اما انييس فاردا هذه الصبية التي في الثانية والثمانين من العمر، فنالت سيزار افضل فيلم وثائقي عن شريطها "شواطئ انييس" الذي يعتبر خلاصة حياة وتجربة وسيرة ذاتية لامراة من القرن العشرين خاضت في كل الشؤون ومنها شؤون المراة ووقفت الى جانب زوجها المخرج جاك ديمي الذي رحل باكرا في اولى سنوات مرض السيدا. وصورت فاردا كل ذلك بشاعرية وحس دعابة لا ينفذ وينسحب على طول الفيلم وعلى تلك الصور والمرايا التي ركبت على الشواطئ لتحتوي في انعكاسها اتساع البحر وسعادة ان يكون المرء مخرجا وحالما. ومنح سيزار افضل فيلم اجنبي للاسرائيلي آري فولمان "فالس مع بشير" الذي يصور بالتحريك سيرة ذاتية منقولة عن اشرطة وثائقية صورت في لبنان يوميات عدد من الجنود الذين شاركوا في حرب العام 1982 كما يحكي الفيلم في جزء منه مجازر صبرا وشاتيلا. غير ان الشريط الفائز يجعل الفظاعات التي تكون صلب الحروب مقبولة ويمكن قبولها بوقع اخف من منطلق انها رسوم متحركة وفي هذا التعارض ربما شيء ما حال دون حصول الفيلم على الاوسكار التي كان مرشحا لها من بين الافلام الاجنبية في هوليوود. وكان حفل السيزار امس فرحا اكثر من المرات الماضية اعترته لحظات ضحك كثيرة خاصة مع كارول بوكي التي وقفت بثبات تعلن عن مادة لعلاج اطقم الاسنان الاصطناعية. لكن الاوقات المؤثرة لم تغب عن الحفل خاصة عند تحية ذكرى المنتج الكبير كلود بري الذي رحل قبل مدة وجيزة وعند تحية جولي ديبارديو لاخيها الراحل غيللوم ابن جيرار دوبارديو والذي سبق له وحاز سيزار التمثيل.