توترت الاوضاع مجدداً في مدينة جلال آباد جنوب قرغيزستان، وتدخلت قوات الامن لفك مواجهات عنيفة اندلعت بين أنصار الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف ومؤيدي الحكومة الجديدة التي اتهمت «أطرافاً في موسكو بمحاولة تفجير الوضع». وأعلنت مصادر طبية مقتل 3 أشخاص على الاقل وجرح 45 آخرين. واتهمت رئيسة الحكومة القرغيزية الموقتة روزا أوتونبايفا «أطرافاً في موسكو» بالوقوف وراء التصعيد في قيرغيزستان وتوجيهها زعماء المتظاهرين وتزويدهم تعليمات مباشرة. لكنها لم تحدد الجهات المقصودة بإتهاماتها، ملمحة إلى معطيات لديها حول «وصول أموال بمبالغ كبيرة وتوجيهات مباشرة تأتي من العاصمة الروسية»، علماً أن الرئيس القرغيزي المخلوع باكاييف يقيم في بيلاروسيا، لكن مصادر قرغيزية رجحت تحرك بعض أعوانه من روسيا. وكان الوضع في جلال اباد تدهور بشكل حاد خلال اليومين الماضيين، بعدما نجح أنصار باكاييف في السيطرة على عدد من المباني الحكومية. وزادت سخونة الوضع أمس بعدما اتخذت التحركات شكل احتجاجات أوسع، ما دفع السلطات إلى التلويح بفرض قبضة الأمن وزجّ وحدات كبيرة من رجال الشرطة لتطويق المنطقة ومنع توسع رقعة الاحتجاجات. وقالت مصادر قرغيزية إن «السلطات أرسلت وحدات خاصة من الجيش ووزارة الداخلية الى مدينة أوش جنوب البلاد». واتخذت المواجهات بعداً خطراً بعدما تدخل مؤيدو الحكومة الموقتة، واشتبكوا مباشرة مع آلاف من المتظاهرين، وأيضا بعدما استخدمت أسلحة نارية ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى بينهم ثلاثة في حال الخطر. وتوفي شخص بعد وصوله الى المستشفى. وعلى رغم تصاعد التوتر، اكدت أوتونبايفا سيطرة حكومتها على الوضع في البلاد، معلنة أنها أمرت بعدم استخدام القوة في الأماكن التي تشهد احتجاجات جماهيرية ينظمها أنصار الرئيس السابق . وأشارت أوتونبايفا إلى أن الحكومة الموقتة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة من أجل ايجاد تسوية سلمية للوضع، مشددة على أن السلطات الجديدة تريد تجنب المزيد من الدماء، «لذا سعينا إلى إقناع المتظاهرين الذين استولوا على مبنى إدارة مقاطعة جلال آباد بالاستسلام والخروج منه». وأفادت معلومات بأن مسلحين يرتدون اقنعة وعدد كبير من النساء تحصنوا داخل المبنى الذي حاصره حشد من المواطنين. وأعلنت السلطات لاحقاً أن مبنى الإدارة يخضع لحراسة وحدات الجيش الخاصة، وأن كل الطرق المؤدية إليه مغلقة من قبل قوات الأمن التي اعادت الهدوء في المدينة. وكان مناصرو باكاييف تعهدوا سابقاً جمع 10 آلاف شخص لدعم الرئيس المخلوع، في حين عقدت الحكومة القرغيزية الموقتة اجتماعاً استثنائياً في بشكك لبحث الوضع. وتزامن ذلك مع إجتماع عقدته في موسكو منظمة الأمن الجماعي التي تضم إلى روسيا وقرغيزستان أربع جمهوريات سوفياتية سابقة، وأفضى الى بيان اعتبر التطورات التي أطاحت نظام باكاييف «غير شرعية ولا دستورية ويمكن وصفها بأنها انقلاب. لكننا ندعم جهود الحكومة الموقتة لإعادة الأمن والاستقرار الى الجمهورية».