أكد القنصل السعودي الجديد في أربيل عبدالمنعم عبدالرحمن صالح أن الرياض «لن تتخلى» عن إقليم كردستان في ظل «الظروف الاستثنائية التي يواجهها»، فيما دعا مستشار في رئاسة الإقليم إلى «اكتمال التمثيل الديبلوماسي لدول مجلس التعاون الخليجي في الإقليم». جاء ذلك خلال مراسم افتتاح القنصلية السعودية في أربيل في حضور المحافظ نوزاد هادي، بعد نحو شهر من إعادة افتتاح سفارة المملكة في بغداد، في خطوة لإنهاء القطيعة التي استمرت بين البلدين منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990. وأعرب صالح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هادي عن سعادته «بتولي المهمة التي ستكون فاتحة خير للجميع»، مشيراً إلى أن المملكة «لن تتخلى عن الإقليم بأي شكل من الأشكال في ظل الظروف التي يمر بها وسنعزز علاقاتنا الثنائية، وسنعمل على رفع مستوى التبادل التجاري بين الجانبين». وقال هادي إن «هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة لتطوير العلاقات». وكان السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان زار أربيل مطلع الشهر الجاري، وبحث مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني في سبل تعزيز العلاقات، بعد أيام من لقائه الرئيس العراقي فؤاد معصوم وأكد «حرص المملكة على وحدة وسيادة العراق، وأن وحدة وقوة الشيعة والسنة والكرد قوة للعراق والمنطقة». وعن هذه الخطوة قال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم ل «الحياة» إن «هناك تطوراً في الأداء الديبلوماسي العراقي للانفتاح على دول العالم وفي مقدمها المملكة العربية السعودية باعتبارها واحدة من أهم دول الشرق الأوسط، خصوصاً أنها اليوم تقف إلى جانب منظومة محاربة داعش فكرياً وعسكرياً، وفتح سفارتها في العراق أخيراً يشكل صفحة جديدة في العلاقات الثنائية». وأوضح محمود أن «الأشقاء في المملكة وبعد زيارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني لها أخيراً، وحفاوة الاستقبال التي حظي بها من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، يعكسون اهتمام المملكة بالإقليم لعدة أسباب، منها نجاح الإقليم في أن ينأى عن الصراعات الطائفية وأصبح واحة للسلم الاجتماعي في بحر متلاطم من الإرهاب، واستقبل نحو مليوني نازح معظمهم من الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى، ومن مختلف المكونات والطوائف، رغم أنه يتعرض لحصار اقتصادي من بغداد، والسعوديين يركزون على هذه النقطة بأنهم لن يتركوا الإقليم وحده في أزمته المالية، إذ تطبل بعض الأطراف التي لا ترغب بتطوره على أنه سينهار، والسعودية التفتت إلى هذا الجانب وهي جادة في التعاطي مع ملف النازحين والأزمة المالية».