أظهرت دراسة سويدية نشرتها مجلة «فوود بوليسي» أن استهلاك الأوروبيين الكبير للحم البقر ومشتقات الحليب يزيد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، داعية إياهم إلى التقليل من تناولها حفاظاً على البيئة. وتشكل الزراعة والصناعات الغذائية ربع الانبعاثات الملوثة الصادرة من بلدان الاتحاد الأوروبي، ولا بد من أن يخفض هذان القطاعان انبعاثاتهما الضارة بالبيئة أربع مرات بحلول العام 2050، حسبما أوضحت الدراسة. وأكد الباحثون في الاقتصاد البيئي والعلوم الحيوية على «ضرورة تخفيض استهلاك لحوم المجترات بنسبة 50 في المئة أو حتى أكثر، إذا أراد الاتحاد الأوروبي تحقيق أهدافه البيئية». وتُولد عملية إنتاج لحم البقر الحاوي كيلوغراماً من البروتين حوالى 200 كيلوغرام من ثاني أوكسيد الكربون، في مقابل 10 إلى 30 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون لما يوازيه من لحم الخنزير أو الدجاج. ويتطلب تخفيض الانبعاثات الصادرة عن الأبقار التي تشكل 70 في المئة من المواشي في الاتحاد الأوروبي التخفيض من صناعة مشتقات الحليب، فالكيلوغرام الواحد من البروتين في هذه المنتجات يتسبب في انبعاثات أعلى بأربع مرات من تلك الصادرة عن منتجات الدواجن. وشدد الباحثون على أنه «في مساحة زراعية معينة قد يزيد الانتقال البنيوي من الإنتاج الأوروبي للحوم الابقار الى لحم الخنزير أو الدواجن أو من مشتقات الحليب إلى التغذية النباتية الطلب العالمي بشكل كبير على البروتينات الغذائية وليس العكس». ودرس الباحثون وسيلتين اخريين لخفض انبعاثات الزراعة والصناعات الغذائية معتبرين أن تحسين التقنيات الزراعية يشكل طريقة واعدة، اما خفض التبذير الغذائي فلن يكون له الا تأثير ضئيل جدا.