كابول - أ ف ب - أنهى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي زيارته واشنطن أمس، والتي رسخت التحول في الاستراتيجية الأميركية نحو استرضاء الرئيس الأفغاني بدلاً من الضغط عليه وانتقاد أداء حكومته، وأفضت نتائجها أيضاً الى تلاقٍ أميركي - أفغاني حول تعزيز آلية التعاون الاقليمي لضمان استقرار أفغانستان وجذب دعم دول الجوار، وفي مقدمها باكستان وايران. وابلغ القائد العسكري السابق في الجيش الأميركي ديفيد بارنو «الحياة» أن واشنطن ترحب بدور ايجابي لايران في كابول، مذكراً بمشاركة طهران في مؤتمر بون الذي تلى اطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001. وبقي التباعد بين الطرفين حول وتيرة المصالحة مع حركة «طالبان»، والتي يستعجلها كارزاي وتستمهلها واشنطن ريثما تنتهي العملية المرتقبة في ولاية قندهار (جنوب) لإضعاف موقع الحركة ونيل تنازلات منها. وبدت واضحة النقلة النوعية التي واكبت اجتماعات كارزاي مع المسؤولين الاميركيين، مقارنة بلهجة واشنطن في الاسابيع الاخيرة. وتفادت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تكرار اتهامها كابول بالفساد بعد التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الافغانية التي جرت صيف العام الماضي، فيما حرص الرئيس باراك أوباما على تكرار عبارة «الشراكة» في المؤتمر الصحافي المشترك مع كارزاي وتضمين الزيارة ثلاث مآدب على شرفه، بعدما ساد التشنج بينهما قمة لندن الخاصة بكابول قبل ستة أسابيع، ما جعل كارزاي يهدد بالانضمام الى «طالبان». وجاء التحول الأميركي بعدما ادركت واشنطن أن لا بديل من الرئيس الأفغاني، وأنها مضطرة الى استرضائه لكسب تعاونه المنشود خلال سنوات حكمه الخمس المقبلة. ميدانياً، اعلن حلف شمال الاطلسي (الناتو) والشرطة الافغانية مقتل 40 متمرداً في عمليات مشتركة شمال البلاد ووسطها، فيما عثر على جثتين مقطوعتي الرأس في قندهار قد تكونان بحسب شهود لشرطيين خطفتهما «طالبان» سابقاً. واعتقل جنود اميركيون وافغان 40 عنصراً من «طالبان» في منطقة ناو زاد بولاية هلمند (جنوب).