طهران، واشنطن – رويترز، وكالة «مهر» – اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، أن البشرية «سئمت من النظام الجائر» في العالم، وتبحث عن «بارقة أمل» تجسّده إيران. ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن نجاد قوله ان «إيران تمثل ثمرة جهود جميع الأنبياء، والمقدمة لتحقيق حلمهم»، متوقعاً «إزالة سلطة المستكبرين في العالم لتحلّ مكانها العبودية لله والعدالة والطهر». وأشار في خطاب بمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد جنوب غرب البلاد، إلى «حالة الإحباط التي تشعر بها الشعوب في أميركا وأوروبا بسبب سياسات قادتها، لكن إيران لم تعد مجرد بلد أو حكومة، بل أصبحت نموذجاً للتطلع للحرية وبارقة أمل ونقطة ارتكاز وحافزاً للبشرية التي يئست من النظام الجائر السائد في العالم». ورأى نجاد أن «إيران قوة في مرحلة التبلور والظهور، بينما أميركا قوة في مرحلة الأفول والتقهقر والاضمحلال، وهذا الأمر تؤكده دول كثيرة». وقال في حديث تلفزيوني إن «مواجهة أميركا للشعب الإيراني، مرحلية، والأعداء يخشون تاريخ الشعب الإيراني وقدرته المؤثرة». في غضون ذلك، يجري ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الأميركية للاستخبارات المالية ومكافحة الإرهاب، محادثات في عواصم أجنبية مع حكومات ومسؤولين في جهات تنظيمية مالية ومصارف ورجال أعمال، في إطار سعي إدارة الرئيس باراك أوباما الى إقناع المؤسسات الأجنبية بخطورة التعامل مع إيران، تزامناً مع جهود يبذلها الغرب لفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي. ويحمل ليفي معلومات استخباراتية أميركية حول سيطرة «الحرس الثوري» الإيراني على قطاع متنامٍ من الاقتصاد الإيراني، وتأسيسه شركات وهمية تكون مجرد واجهة، في محاولة لتفادي العقوبات. ونجح ليفي في إقناع مصارف أجنبية بقطع علاقاتها مع إيران، ويوسّع الان نطاق مهمته لتشمل مزودي الخدمات وشركات التأمين والتصنيع. وقال لوكالة أنباء «رويترز»: «نعتبر مجتمع الأعمال حليفاً لنا ونتحدث إليهم على هذا الأساس. لدينا معلومات عن سلوك إيراني غير مشروع، ونتيح لهم ميزة الاطلاع على وجهة نظرنا ليمكنهم تقويم المخاطر التي يواجهونها في شكل أفضل». ومنذ آذار (مارس) الماضي، أعلنت شركات عدة نيتها قطع أو تعليق أو خفض حجم علاقاتها مع إيران، من بينها شركات النفط العملاقة «إيني» و «لوك أويل» و «رويال داتش شل»، اضافة الى «كاتربيلر» الأميركية و «دايملر مرسيدس» الألمانية. وينفي ليفي تعرّض الشركات لأي ضغوط للاستجابة لرغبات واشنطن، من خلال تهديدات بإجراءات عقابية. وقال: «يعتقد بعضهم أننا نلوي ذراع الآخرين، لكننا لا نفعل ذلك. أحد التغيّرات التي حدثت هو وجود وعي متزايد بالدور الذي يؤديه الحرس الثوري في الاقتصاد الإيراني». أما الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر فقال: «نتيجة جهودنا لفرض عقوبات إضافية متعددة الأطراف على إيران، إضافة إلى عناد إيران، بدأ عدد متزايد من الشركات الدولية يتوصّل إلى النتيجة الصحيحة ومفادها أن التعامل مع إيران محفوف بمخاطر عالية، وأعلن الانسحاب منها». وكشف مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي الأربعاء عن أسماء 7 شركات أجنبية عملت في قطاع الطاقة الإيراني بين عامي 2005 و2009، حصلت على عقود من الإدارة الأميركية قيمتها نحو 880 مليون دولار. ويحذر محللون من أن الضغط الزائد على الاقتصاد الإيراني قد يأتي بآثار عكسية، إذ سيمنح نجاد مبرراً للمشكلات التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني الآن. وعلّق ليفي على ذلك قائلاً: «هدفنا الأشمل ليس القضاء على جميع أشكال النشاط الاقتصادي الإيراني. مهمتي تتمثل في صوغ الإجراءات التي تؤتي الأثر المرجو على الحكومة الإيرانية، من دون التأثير على المواطن الإيراني العادي في درجة كبيرة. من الصعب أن يتم ذلك في دقة».