واشنطن – أ ب – قال مسؤولون أميركيون أمس، ان إيران خففت قبضتها على ناشطي تنظيم «القاعدة» الذين تحتجزهم على أراضيها، بحيث باتوا يسافرون إلى خارج البلاد. ونقلت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» عن مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات وأجهزة مكافحة الإرهاب الأميركية قولهم إن الاستخبارات الأميركية حاولت التنصّت على اتصالات عدد من قادة «القاعدة» الذين فرّوا الى إيران بعد غزوة أفغانستان عام 2001، إضافة الى التقاط صور لهم من الأقمار الاصطناعية. وأعدّت وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي أي» أيضاً برنامجاً سرياً دُعي «ريغور» لدرس إمكان ملاحقتهم وقتلهم، لكن المدير الحالي ل «سي آي أي» ليون بانيتا ألغاه السنة الماضية. وقال الضابط السابق في «سي آي أي» بروس ريدل ان «حقيقة نشاط القاعدة في إيران، كان دوماً لغزاً» بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. وأشارت «أسوشييتد برس» الى ان الرحلات الخارجية لناشطي «القاعدة» بدأت أواخر العام 2008، تزامناً مع تعزيز الولاياتالمتحدة جهودها لفرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. ولفتت الى السماح لسعد بن لادن، نجل أسامة بن لادن، بالسفر في تلك المرحلة إلى باكستان، مع 4 قياديين من «القاعدة». ونقلت عن مسؤول سابق في «سي آي أي» قوله ان مغادري ايران هم من المخططين والمتموّلين، لكن مسؤولاً بارزاً في مكافحة الإرهاب رجّح ان يكون المغادرون، أدنى مستوى. وتخشى واشنطن ان تؤذن هذه الحركة بإطلاق «مجلس إدارة» تنظيم «القاعدة»، بما في ذلك بعض أبرز قيادييه، مثل المصري سيف العدل الذي أشاعت الاستخبارات الأميركية السنة الماضية أنه يسافر الى سورية. لكن هذا الادعاء ثبت بطلانه، فيما ينقسم مسؤولو الاستخبارات الأميركية في شأن ما اذا كانت طهران سمحت لسيف العدل بالسفر في المنطقة. ومن بين قادة «القاعدة» الذين يُشتبه بوجودهم في إيران، أبو حفص الموريتاني وأبو سعيد المصري وسليمان أبو غيث ومصطفى حامد. وثمة أعضاء في أسرة بن لادن، يقيمون في إيران التي سمحت أخيراً لابنة زعيم «القاعدة» إيمان بالمغادرة الى سورية. وقال مسؤولون استخباراتيون أميركيون حاليون وسابقون ان قياديين في «القاعدة» غادروا إيران، منذ خروج سعد بن لادن، لكن واشنطن تجهل السبب. واعتبر ريدل ان «ثمة أمراً ما يحدث على الجبهة الإيرانية»، فيما حذرت كلير لوبيز وهي ضابط سابق في «سي آي أي»، من أن «تحركاً مماثلاً لا يبشّر بالخير».