ما يزال مصير مجلة العربي قيد المجهول، بعد إلغاء الندوة السنوية التي تنظمها المجلة ويشارك فيها عدد كبير من الباحثين والأدباء، وتأخر صدور عددها الجديد، ولأن المجلة تمثل مكوناً ثقافياً أساسياً، بالنسبة لكل مثقف عربي وليس فقط كويتي، فإن السجال لم ينته بعد حول ما ستؤول إليه الأوضاع. وقالت الشاعرة والصحافية سعدية مفرح ل«الحياة»: «لقد بادرتُ إلى إنشاء وسم #أنقذوا - مجلة العربي ولم أفاجأ بالإقبال الكبير على المشاركة في هذا الوسم من القراء في الكويت والوطن العربي كله، لأنني أعرف تماماً مكانة هذه المجلة الرائدة في قلوب قرائها من مختلف الأجيال والأعمار، فهي رسالة الكويت الثقافية والفكرية الأولى إلى العرب في كل مكان، ومنذ صدور أول أعدادها، ظلت تصدر كل شهر من دون توقف، بل إنها صدرت حتى خلال أشهر الغزو العراقي للكويت، مما يدل على مكانتها الكبرى لدى الجميع». وأضافت: «لكننا لاحظنا في السنوات الأخيرة للأسف إهمالاً لهذه المجلة من المسؤولين، ما أثر في مستواها التحريري والطباعي، إضافةً إلى مشكلات عدة تعاني منها، كان آخرها خبر توقف ندوتها السنوية التي ابتكرها رئيس تحريرها الأسبق الدكتور سليمان العسكري، إذ اكتشفنا أن ندوة العربي السنوية التي تضم عادة نخبة من الكتاب والمفكرين العرب أصبحت في علم الغيب بحجة عدم وجود موازنة لها»، معبرة عن عدم تصديقها أن حجة عدم وجود موازنة «ستقف في وجه نشاط ثقافي رفيع المستوى يقام تحت جناح أعرق مجلة عربية مستمرة في الصدور منذ نحو 60 عاماً حتى الآن، في الوقت الذي تصرف فيه الأموال على نشاطات أقل شأناً ومستوى بكثير». وأكدت أنها مستمرة في تنشيط هذا الوسم على «تويتر» و«فيسبوك» وكل مواقع التواصل الاجتماعي، «التي استخدمها بعد إثارة القضية في جريدة القبس، وسنستمر في التصعيد بالكتابة وغيرها لعلنا نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وانا أدعو الجميع لمشاركتنا في الوسم وإبداء الرأي، وسرد ما يملكون من ذكريات تتعلق بمجلة العربي». وقالت صاحبة «كم نحن وحيدتان يا سوزان»، إن مجلة العربي هي بمثابة الرهان للحياة الثقافية الكويتية، «فإن فقدنا الاهتمام بتعزيز هذا الرهان وتطويره بل وعدم الاهتمام بجذور الأصيلة والعريقة، فإن هذا يعني أننا فقدنا إشارة مهمة من الإشارات التي تدلنا على مستقبل ثقافي آمن». يذكر أن مجلة «العربي» صدرت في كانون الأول (ديسمبر) عام1958 لتكون مجلةً تُعنى بالثقافة العربية. وتفاعل عدد من الكتاب السعوديين مع الموضوع، فغرد الكاتب السعودي محمد المهنا أبا الخيل عبر حسابه في تويتر قائلاً: «أعتقد أنها أصل من أصول الثقافة الكويتية ومن «العيب» أن يُفرط بها، بل يجب أن تُدعم ويعاد إصدارها بثوب جديد وبصفة جديدة». في حين اعتبرها موسى أبو طفرة المطيري، «جزء مهم من تاريخ الكويت الثقافي، كونها وثقت مرحلة مهمة من الآفاق الفكرية حتى باتت مصدراً للنور، وتاريخ وجغرافية الإبداع العربي». ومن جانبه تساءل الأديب المصري عمار علي حسن: هل يمتد بي العمر حتى أرى العدد رقم «ألف» من «مجلة العربي»؟