بعد أن حصلت على أعداد مجلة (صوت البحرين)، التي صدرت خلال الفترة 1369 1373ه واستخلصت ما تضمنته أعدادها من مقالات أو قصائد أو دراسات وأخبار لأبناء المملكة لكونها كانت تصدر قبل أن تعرف المنطقتان الوسطى والشرقية من المملكة إصدار مثل هذه المجلات. إذ صدر لي أخيرا كتاب يحمل عنوان (الكتاب السعوديون في مجلة صوت البحرين). وخلال زيارتي الأخيرة للبحرين حضرت معرض الكتاب الذي تنظمه مكتبة الأيام سنويا فوجدت في جناح الكويت مجلدا يحوي الأعداد التسعة من أول مجلة تصدر وتطبع في الكويت وهي مجلة (كاظمة) والتي صدر عددها الأول في شهر تموز 1948م وتوقفت، أو على الأصح أوقفت، بعد صدور عددها التاسع لشهر مارت (مارس) 1949م إذ صدرت بشكل منتظم شهريا، وكان صدورها بعد نكبة فلسطين، وكانت شديدة التأثر بها. لقد أعاد إصدار المجلة في أعدادها التسعة مصورة مركز البحوث والدراسات الكويتية عام 2001م بصفتها أول مجلة تصدر وتطبع في الكويت، وقد سميت بهذا الاسم (كاظمة) كما يقول عبد الحميد الصانع صاحب الامتياز في العدد الثالث : سميت مجلتنا (كاظمة) لنفس السبب الذي سميت لأجله جريدة الأهرام، وجريدة المقطم، وجريدة بردى، وجريدة الرافدين. وكاظمة موقع يبعد عن مدينة الكويت بطريق البحر ثلاثة عشر ميلا وبطريق البر واحدا وعشرين ميلا تقريبا، وهو ميناء صالح لرسو أكبر السفن ومتصل بسهل الجهرة، وقديما كان الاسم للماء أيام أجدادنا الأقدمين، أما اليوم وقبل أربعين سنة فإن اسم كاظمة قرين اسم خط برلين بغداد الحديدي حيث تكون كاظمة نهايته .. إلخ. سبق أن أصدر الشيخ عبد العزيز الرشيد مجلة الكويت في رمضان 1346ه مارس 1928م وكانت تطبع في القاهرة، إذ كان الرشيد يعمل وكيلا لجريدة الفتح المصرية في الكويت لصاحبها محب الدين الخطيب، وقد رحب صاحب مجلة المنار في القاهرة محمد رشيد رضا بمجلة الكويت وقال عنها: «الكويت، مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية شهرية، صدر الجزء الأول من هذه المجلة في مدينة الكويت، لمحررها الأديب الفاضل الشيخ عبد العزيز الرشيد، المعروف من خيرة أدباء تلك البلاد العربية العزيزة، فألفيناه وقد تناول المواضيع الإصلاحية الدينية بعناية تنم عن مشربه الحسن في الإصلاح الديني، كما أنه ألم برد الشبهات، وبحث بحثا طريفا في الآداب والأخلاق، وعني بما يسمونه القديم والجديد» ... إلخ. ولهذا تعتبر مجلة الكويت أول مجلة تصدر في الخليج العربي على الإطلاق (1) . وفي شهر شوال 1348ه مارس 1930م صدر العدد العاشر من السنة الثانية والأخير من مجلة الكويت، وقد استمرت المجلة سنتين تعد مواد تحريرها من الكويت ومن البحرين وترسل إلى القاهرة حيث تطبع هناك رغم مشقة وصعوبة المواصلات ووسائل الاتصالات .. علما بأن المجلة (الكويت) كانت تطبع لدى الشاعر والأديب خير الدين الزركلي صاحب المطبعة العربية في القاهرة. أما مجلة (كاظمة) التي تعتبر أول مجلة تصدر وتطبع في الكويت فقد قال عنها الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية في تقديمه لمجلة (كاظمة) «.. وإذا كانت مجلة (الكويت) التي أصدرها الأستاذ عبد العزيز الرشيد، قد صدرت قبل (كاظمة) وطبعت خارج الكويت، فإن إصدار مجلة (كاظمة) من داخل الكويت يعد علامة مميزة في تاريخ الصحافة الكويتية، رغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز تسعة أعداد في تسعة أشهر ..»، وقال: «فلقد كانت مجلة كاظمة البداية الصحافية على أرض الكويت..». وقد رأس تحرير المجلة الأستاذ أحمد زين السقاف المدرس في المدرسة الشرقية في الكويت فقد خطرت بباله فكرة إصدار مجلة أدبية بمجرد أن علم بوصول مطبعة صغيرة مستهلكة من البصرة لطباعة مستلزمات التجار من قرطاسية وذلك عام 1948م فذهب لمدير بلدية الكويت عبد الحميد الصانع وطلب منه أن يستأذن أمير البلاد لإصدار مجلة ثقافية شاملة، وسريعا ما حصل على الموافقة وقال: «.. وسارت الأمور في المجلة دون زوابع حتى صدر العدد الثامن وهو يحمل هجوما على موقف الدول العربية من قضية فلسطين فإذا بأبي عبد اللطيف المرحوم الأستاذ عبد الحميد الصانع يمر علي في مكتبة الخليج لدى المرحوم يوسف مشاري البدر وينتحي بي جانبا ويخبرني بأن بعض الكبار قد ساءهم ما جاء في افتتاحية العدد، وأن من الضروري الاعتذار في مقال العدد القادم ..» وصدر العدد التاسع خاليا من الاعتذار المطلوب لعدم اقتناعه بجدواه، ولهذا فقد أوقفت المجلة .. ومع ذلك فقد فتحت أمام السقاف الطريق نحو الاستمرار في خدمة الفكر والثقافة وقضايا الأمة، فحمله زملاؤه في النادي الثقافي القومي أواخر عام 1952م مسؤولية إصدار مجلة النادي (الإيمان) في العام التالي .. وقال: «.. وفي خريف 1957م سنحت الفرصة لإصدار مجلة على مستوى الوطن العربي فوضعت لها التصور المطلوب وكنت حينئذ قد انتقلت إلى دائرة المطبوعات والنشر التي تحولت بعد الاستقلال إلى وزارة الإرشاد والأنباء صيف 1961م، وصدرت مجلة العربي في شهر ديسمبر من عام 1958م، وكان لها صدى واسع رفع اسم الكويت في جميع الآفاق.. ومهما كان الآخر فيكفي (كاظمة) أنها أول مجلة صدرت وطبعت في الكويت». وقد تتبعت أعداد المجلة التسعة لمعرفة ما نشر فيها من أبناء المملكة من مشاركات ثقافية أو أخبار منوعة فلم أجد فيها إلا النزر القليل عكس ما كان من مجلة صوت البحرين لقد وجدت خبرا مقتضبا في العدد الثاني ص 65 عن سفر لفيف من طلاب الثانوية في الحجاز لدراسة الفنون العسكرية والطيران (أغسطس 1948م)، وفي العدد الرابع (أكتوبر 1948م) يكتب عبد الله زكريا مقالا يستعرض فيه كتاب عبد الله القصيمي (هذه هي الأغلال)، ص 149/15. وفي العدد السابع (يناير 1949م) يكتب فاضل خلف مستعرضا كتاب (الأدب الحجازي في النهضة الحديثة) للأستاذ أحمد أبو بكر إبراهيم، ص 263/264. ومجموعة أخبار منوعة في العدد الثامن (شباط 1949م) يحسن ذكرها وهي: • ستفتح في مكةالمكرمة كلية للغة العربية وأخرى للشريعة في السنة القادمة، ومدرسة ثانوية ليلية لتعليم من لم يستطع التعلم في النهار. • أنشأت مديرية المعارف السعودية قسما داخليا في المدينةالمنورة وآخر في عنيزة، كما أنشأت مدرسة للصناعة في مكةالمكرمة. • من مشاريع الصحة العامة السعودية في السنة القادمة إنشاء مستشفى في أبها عاصمة عسير ومستشفى في الأحساء. • تعتزم الحكومة السعودية تشكيل فرق للمطافئ في كل من العاصمة [مكة] والرياض وجدة والطائف والمدينةالمنورة، ص 288.. وأخيرا، يكتب من الظهران عثمان عبد الله القاضي مقالا في العدد نفسه بعنوان (التعليم عندنا)، ص 298. هذا كل ما احتوته (كاظمة) في أعدادها التسعة من أخبار أو مواضيع تخص المملكة، خلاف ما كانت تنشره (صوت البحرين) من مواضيع كثيرة ومختلفة من أبناء المملكة. وختاما، يلاحظ أن التواريخ التي تتصدر أعداد (صوت البحرين) بالتاريخ الهجري فقط دون الإشارة للتاريخ الميلادي، بينما تؤرخ (كاظمة) بالتاريخ الميلادي فقط دون الإشارة إلى الهجري في كل أعدادها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة