منح مهرجان برلين للسينما جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم، الى الوثائقي الإيطالي «فيوكواماريه» حول اللاجئين الى جزيرة لامبيدوزا موجهاً رسالة سياسية في وقت تسعى فيه اوروبا الى الحد من تدفق المهاجرين. ويروي الوثائقي الإيطالي للمخرج جانفرانكو روسي مصير اللاجئين الذين يصلون الى الجزيرة الإيطالية آتين من سواحل شمال افريقيا، او يقضون قبل وصولهم اليها. ويصف الفيلم من دون اي تعليق او راو، يوميات سكان الجزيرة الإيطالية ولا سيما صبي يدعى سامويلي، بالتوازي مع حياة آلاف المهاجرين الذين يصلون إليها في مراكب في ظروف كارثية. وقال المخرج جانفرانكو روسي بعد تسلمه الجائزة «من غير الطبيعي ان يقضي اشخاص وهم يجتازون البحر للإفلات من مآس» مهدياً جائزته الى «الناس في لامبيدوزا المنفتحين جداً». وأضاف المخرج «في هذه اللحظة افكر بكل الأشخاص الذين لم ينجحوا في الوصول الى لامبيدوزا خلال رحلة الأمل هذه». ووعد بعرض فيلمه على الجزيرة في «الهواء الطلق» لعدم توافر قاعة سينما فيها. وحمل السينمائي خصوصاً على السياسات التي تعتمدها الكثير من الحكومات الأوروبية بهدف الحد من دخول المهاجرين محذراً من ان «الجدران والسياجات لا تنجح ولا تصمد ابداً». وأمضى روسي في اطار تصوير الفيلم سنة تقريباً على جزيرة لامبيدوزا. وشدّدت رئيسة لجنة تحكيم الدورة السادسة والستين الممثلة الأميركية ميريل ستريب على ان اعضاء اللجنة «تأثروا بالوثائقي الذي يجمع بين النلقد والفن». وأضافت «هذا الفيلم يمثل جوهر مهرجان برلين». وقال روسي المولود في اريتريا انه «غاص» في حياة لامبيدوزا البالغة مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً وتقع بين مالطا وتونس. وقد رافق خصوصاً خفر سواحل لإنقاذ مراكب تواجه صعوبات وأظهر عمليات يتم خلالها اخلاء المهاجرين والجثث من المراكب المكتظة. وكان روسي نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية العام 2013 عن وثائقي آخر هو «ساكرو جي ار ا» المكرس للأشخاص المقيمين قرب الجادة الالتفافية في روما. ويركز مهرجان برلين تقليداً على اخبار الساعة السياسية والدفاع عن حقوق الإنسان. وقد منحت جائزة الدب الذهبي العام الماضي الى «تاكسي» للمخرج الإيراني جعفر بناهي الذي صور سراً. وهذه السنة جعل المنظمون من قضية المهاجرين موضوعاً مركزياً مع مبادرات مختلفة على هامش المهرجان. وقد دعم الممثل الأميركي جورج كلوني الذي اتى الى افتتاح المهرجان، مساعدة المهاجرين والتقى لهذه الغاية المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. وكانت جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج من نصيب الفرنسية ميا هانسن - لوف (35 سنة) عن فيلم «لافنير» (المستقبل) وهو فيلمها الروائي الخامس. ويروي الفيلم قصة استاذة فلسفة تؤدي دورها الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير وتواجه حرية جديدة بعدما هجرها زوجها. وفاز الممثل التونسي مجد مستورة بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «نحبك هادي» وهو اول فيلم عربي يشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان برلين منذ 20 سنة. ووجه مجد مستورة تحية الى «الشعب التونسي وشهداء ثورة» 2010-2011 في تونس لدى تسلمه جائزته. وأهدى الجائزة الى «الشباب الذين لا يزالون يناضلون من اجل مستقبل افضل لتونس. لتستمر الثورة!» ويروي الفيلم قصة حب وتحرر غداة الثورة التونسية في 2010-2011. وفاز مخرج الفيلم محمد بن عطية بالدب الفضي لأفضل اول عمل. اما الدب الفضي لأفضل ممثلة فمنح الى الدنماركية ترينه ديرهولم عن دورها في «كوليكتيفيت» من اخراج توماس فينتربرغ عن قصة بلدة في السبعينات. وتؤدي فيه دور امرأة تتعرض للخيانة وتكون على شفير الانهيار.