أحكمت حركة «طالبان» الأفغانية سيطرتها على مديرية قلعة موسى في ولاية هلمند (جنوب) بعد انسحاب القوات الحكومية منها. إثر شهور من الاشتباكات العنيفة حتمت إرسال الولاياتالمتحدة أخيراً مئات من الجنود إليه لمساعدة القوات الحكومية وتدريبها، وليس للقتال. وستعزز السيطرة على قلعة موسى ومناطق أخرى في هلمند قبضة الحركة على الولاية الأغنى والأكثر موارد على صعيدي الزراعة والمخدرات. كما ان استيلائها على آليات مدرعة للأفراد وجرافات ومعدات أخرى تركتها القوات الحكومية في روشان تاور، وتسع نقاط تفتيش أخرى، سيزيد قوتها العسكرية ويجعلها غير مقتنعة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق خريطة طريق أعدتها دول افغانستانوباكستان والصين والولاياتالمتحدة في إسلام آباد اخيراً. وستعقد الجولة الرابعة من المفاوضات التمهيدية للحوار بين كابول و «طالبان» الثلثاء المقبل، من دون حضور ممثلي الحركة. وأوضح محمد معين فقير، قائد الفيلق رقم 215 في الجيش الأفغاني، ان القوات تلقت أوامر بالانسحاب من روشان تاور، قاعدتها الرئيسية في قلعة موسى، ومن نقاط تفتيش أخرى لتعزيز منطقة غيرشيك التي تقع على الطريق السريع رقم واحد الذي يربط كابولبالجنوب والغرب. وتابع: «لم يكن وجودهم في المنطقة يعني شيئاً. سنستخدمهم في المعركة مع الأعداء في أجزاء أخرى من هلمند». وقلعة موسى منطقة ذات طبيعة جافة لا يعيش فيها أناس كثيرون. وحاربت القوات البريطانية والأميركية للسيطرة عليها بين عامي 2006 و2008، لكن خسارتها قد تجلب خسائر في أماكن أخرى بينها سانغين التي تتمسك بها القوات الحكومية. وصرح عبدالمجيد أخوند زاده، وهو نائب لعضو في مجلس الإقليم: «بعدما انسحبت القوات الحكومية من قلعة موسى سنشاهد سقوط كاجاكي وغيرشيك وسانغين في القريب العاجل». وأفادت «طالبان» بأنها سيطرت على آليات مدرعة للأفراد وجرافات ومعدات أخرى تركتها القوات في روشان تاور، وتسع نقاط تفتيش أخرى. وأثار الانسحاب تكهنات بين مسؤولين محليين بأن الحكومة توصلت إلى ترتيب مع «طالبان»، لكن عبدالجبار كهرمان المبعوث الرئاسي لشؤون الأمن في هلمند نفى أي معاهدة من هذا النوع، مشدداً على انه «لا جدوى من مواصلة القتال في المنطقة». ويقدّر مسؤولون أميركيون هيمنة «طالبان» أو تهديدها نحو ثلث أفغانستان، مع سيطرتها بالكامل على 4 مناطق على الأقل. لكنها لا تسيطر على عواصم إقليمية، على رغم أنها احتلت مدينة قندوز الشمالية لأيام العام الماضي. في باكستان، قتلت القوات الحكومية خمسة مشبوهين في إعدادهم «لنشاط ارهابي» في اشتباك بغايلاني، كبرى مدن اقليم مهمند القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان، حيث ينتشر مقاتلو تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان باكستان». جاء ذلك بعد مقتل 9 شرطيين على الأقل في هجومين نفذتهما حركة طالبان في منطقة قبلية ليل الأربعاء. وفي إقليم جنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب)، فجر مسلحون من الحركة مدرسة حكومية للبنات شيّدت حديثاً. وقال عزام طارق، الناطق باسم جماعة «ساجنا» ضمن «طالبان باكستان» التي تبنت الهجوم إن «الانفجار لم يوقع جرحى، لكن 18 عاملاً تواجدوا في الموقع خطفوا، ثم اطلقوا بعد وقت قصير». وتابع: «فجرنا المدرسة لأنها منشأة حكومية، وسنستمر في مهاجمة الأهداف الحكومية». وقتِل 20 شخصاً وجرح عشرات الشهر الماضي، حين هاجم مسلحون جامعة باتشا خان في إقليم خيبر بختون خوا، بعد اكثر من سنة على مهاجمة مسلحين من «طالبان» مدرسة في إقليم بيشاور المجاور، ما أسفر عن 134 قتيلاً غالبيتهم طلاب.