حذر رسول يار، نائب حاكم ولاية هلمند جنوبأفغانستان، من أن الولاية كلها في طريقها للسقوط في يد حركة «طالبان»، بعدما قتلت الحركة أكثر من 90 رجل أمن أفغانياً في معارك ضارية اندلعت في منطقتي غرشيك وسانغين، وسيطرت على كميات ضخمة من العتاد الحربي بينها أسلحة مدفعية ودبابات وراجمات صواريخ وناقلات مصفحة. وطالب يار الرئيس أشرف غني، بالعمل سريعاً للحيلولة دون سقوط الولاية التي كانت الحركة سيطرت على منطقتين فيها هما قلعة موسى ونوازاد مطلع العام الحالي، ثم على كل خطوط إمداد القوات الحكومية قبل أن تحتل منطقة خان شين وتحاصر مناطق كاجكي وسانغين وباباجي ومرجة الاستراتيجية. تزامن ذلك مع إعلان بريطانيا إرسالها 30 جندياً من قواتها الجوية الخاصة إلى هلمند «للمساهمة في منع سقوطها في يد طالبان»، وذلك بعد نحو سنة على إنهائها عملياتها القتالية في أفغانستان، واكتفائها بنشر 450 جندياً لتنفيذ مهمات تدريب ومساندة القوات الحكومية. وكانت صحيفة «لندن تايمز» ذكرت أن القوات الأميركية أرسلت 60 من عناصر وحدتها الخاصة لمساعدة القوات الأفغانية في الدفاع عن سانغين. ولكن البنتاغون أكد أن الجنود لن يشاركوا في القتال، علماً أنه كان حذر الأسبوع الماضي من تدهور الوضع الأمني في أفغانستان، وقيّم أداء القوات الأفغانية بأنه «غير متوازن ومرتبك». ونفذت «طالبان» عمليات كر وفر في هلمند، ثم استبدلت أسلوبها السابق بالسيطرة وإدارة المنطقة التي تحتلها والبقاء فيها أطول فترة، مستفيدة من انخفاض الروح المعنوية لدى القوات الحكومية وعدم مشاركة القوات الأجنبية وسلاح الجو التابع لها في المعارك المندلعة غالباً. كما استفادت «طالبان» من استراتيجية عدم توقف عملياتها خلال فصل الشتاء الحالي، علماً أن هلمند تعتبر أكثر الولايات إنتاجاً للأفيون التي يدفع تجارها ضرائب وتبرعات كبيرة ل «طالبان» في مقابل عدم التعرض لهم. إلى ذلك، طالب مجلس الشيوخ الأفغاني الحكومة بوقف بث راديو «صوت الخلافة» التابع إلى جماعة «ولاية خرسان» التابعة لتنظيم «داعش» من ننغرهار (شرق) والذي يعمل على تجنيد شبان أفغان، فيما نقلت وسائل إعلام أفغانية عن الجنرال جون كامبل، قائد القوات الأميركية في البلاد، قوله إن «مقاتلين من سورية والعراق ودول أخرى انضموا إلى جماعة ولاية خراسان لدعم قتالها القوات الحكومية ومسلحي طالبان». وفي كلمة أمام مجلس الأمن، حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان نيكولاس هايسون من أن البلاد ستواجه عدم استقرار أمني واقتصادي وسياسي في 2016، على رغم الإنجازات التي تحققت في الأعوام الماضية. وقال: «شهد الوضع الأمني تدهوراً حاداً، والإسلاميون يتقدمون بسرعة في كل المناطق في حين تتفاقم المشاكل الاقتصادية يومياً، ما يعني أن الموارد المتوافرة لدى الحكومة تكفيها لفترة زمنية قصيرة فقط، لذا نشدد على ضرورة إيجاد حل سلمي يتوافق فيه الفرقاء الأفغان على إخراج البلاد من أزمتها الحالية».