تتساءل هدى العطفي - هي أم لابنتين في الصفين الخامس الابتدائي والثاني الإعدادي- عن جدوى إضافة مادة جديدة إلى قائمة المناهج التي تثقل كاهل الصغار بالكتب التي يحملونها يومياً جيئة وذهاباً، وعقولهم التي حتماً لن تستوعب عشرات المناهج بين رياضيات وعلوم ولغة عربية ولغة إنكليزية وفرنسية وجغرافيا وتاريخ وغيرها. تقول: "وماذا عن أخلاقيات تدريس مادة الأخلاق؟ فهل سيقوم مدرسوها بإجبار التلاميذ على أخذ دروس خصوصية فيها كما يفعلون في بقية المواد؟ أم سيتم انتقاء معلمين مؤهلين على تدريس مثل هذه المادة؟ وهل لدينا معلمون مؤهلون لذلك أصلاً؟" الشكوك المعلمون أنفسهم ينظرون إلى هذه المادة الجديدة المزمع البدء في تدريسها من العام الدراسي المقبل بعين ملؤها الشك، يقول محمد ص. (معلم لغة عربية في مدرسة خاصة) أن "مادة الأخلاق سبق وتم تأليف كتب لها، وطباعتها، وتوزعها على طلاب المرحلة الابتدائية قبل سنوات، لكن هذه الكتب ظلت حبيسة الدراج، لأنها كانت مادة غير مدرجة ضمن المجموع، أي أن الطالب لم يكن يخضع لاختبار فيها، وبالتالي تعامل معها الجميع من معلمين وأهل وطلاب وكأن لا جود لها". ويضيف: "المفترض أن يكون لدى وزارة التربية والتعليم رؤية طويلة المدى وواضحة حول الهدف من إضافة أو حذف مادة من العملية التعليمية، وبصراحة أشك أن تكون هذه الرؤية موجودة أصلاً".