كشف المدير العام للإدارة العامة للمباحث الفريق أول عبدالعزيز الهويريني عن رصد أحد المواقع، يديره عدد من الشباب من جنسيات عربية في مدينة النجف العراقية، يستهدف الشباب السعودي من خلال بثه معلومات مُغرضة، مستغلاً إلمامه بخلفياتهم الثقافية والسكنية، مؤكداً أن المجموعة الذين تم القبض عليهم في حي الرمال شرق الرياض أخيراً، كانوا يخططون لاستهداف مهرجان الجنادرية، منتقداً التصنيفات الدارجة بين أفراد المجتمع، إذ يجب أن يكون مبدأ المواطنة أولاً. وشدد الهويريني، خلال ندوة «الإعلام والأمن» التي نظمتها كلية نايف للأمن الوطني أمس (الثلثاء)، على أن «المباحث ليست جهازاً قضائياً، ودورها يقتصر على جمع المعلومات وتسليمها للجهات المختصة، مؤكداً أن السعودية ليست دولة بوليسية. وقال: «لا نستطيع محاكمة الناس، بل إن هيئة التحقيق والادعاء العام هي الجهة المخولة بذلك، كما أنه يمكن لأي شخص مقاضاتنا متى ما ثبتت إدانتنا»، وزاد «لا نستطيع أن نأخذ الناس بالشبهات، لأن القضاء يحتاج إلى دليل، والمباحث لا تتعاطى مع الأجهزة القضائية بشكل مباشر، بل إن العمليات التي نستصدر فيها أمر مداهمة أمنية تكون مقتصرة على ما يمثل تهديداً مباشراً لأمن الوطن». وأضاف مدير المباحث العامة: «لا يمكننا محاسبة الناس على قناعاتهم الشخصية، ومن يملك معلومة حقيقية أو دليلاً يمكنه التواصل معنا لنتولى متابعة بلاغاتهم، هناك مساحة للحرية، ولكنها يجب ألا تتجاوز إلى حريات الآخرين». وطالب الجميع، وبخاصة الشباب، بتحري الدقة والصدقية في كل ما يرد إليهم من معلومات وأخبار، والتثبت من مصدر المعلومة ومدى موثوقيته وانتمائه، مبيناً أنه «من المؤسف أن أعداءنا نجحوا في نشر الأكاذيب، بينما فشلنا نحن في نشر الحقائق، وهذا أسوأ ما يمكن توجيهه إلى رجال الإعلام والأمن». وأشار إلى أن «المملكة تشهد ثورة إعلامية هائلة، لكن لم يتم توظيفها بشكل جيد»، لافتاً إلى أن إحدى المحطات الفضائية طلبت عقد ندوة متخصصة، وعند التقصي عن تلك المحطة اكتشفت الأجهزة الأمنية أنها عبارة عن منزل مؤذن في أحد المساجد، استأجره الإمام منه بمبلغ لا يتجاوز ال30 ألف ريال»، مؤكداً أن هذه الحادثة مثبته لديهم بالوثائق. وتابع الهويريني «شبابنا مستغلون في كل مكان، والخطر موجود، ولكن يجب ألا ينتصر أعداؤنا علينا، الذين لولا نجاحنا لم يكن لهم وجود»، مطالباً بأن يكون هناك موقف واضح وحازم يستند إلى مبدأ نبذ التطرف»، مشخصاً المشكلة في اندفاع المجتمع. وعن تعاطي الإعلام المحلي مع الأحداث الراهنة، أكّد وجوب مراعاة المتغيرات والأحداث التي تمر بها المنطقة، كما هو معمول به في جميع الدول التي تضع أمنها الوطني في المقدمة، واستشهد بأن الحكومة البريطانية في عهد مارغريت تاتشر منعت كتاب «صائد الجواسيس» من دخول البلاد، كما حافظت أثناء أحداث الفوضى التي عمّت شوارع لندن على أمنها، ووقفت محطة «بي بي سي» حائلاً دون انتشار الصور والمقاطع المسيئة، مضيفاً «مشكلتنا في السعودية أن بعضهم يعتبر أي نقد له تقييداً لحريته». وأفاد بأن القائمين على الندوة حريصون على أن ينبذ المجتمع التطرف بشتى أنواعه، وعلى الابتعاد عن حال التجاذب التي يعيشها المجتمع، المتمثلة بالتصنيفات المتداولة بين أفراده، قائلاً: «لا أدري متى سنعيش بوصفنا أبناء وطن. ما أتمناه في هذه الندوة أن نصل إلى حل مشترك، وأتمنى ألا نندم في يوم من الأيام على عدم استغلال الفرص التي أتيحت لنا للعيش في أمن ورفاه، وألا نسمح للتطرف أي مجال».