ربط القائم بالأعمال الأميركي لدى السودان جيري لانيير، تطبيع العلاقات بين البلدين بوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان، فيما دعت الوساطة الأفريقية الفرقاء السودانيين للقاء تشاوري في العاصمة الأثيوبية في آذار (مارس) المقبل. ويعاني السودان من العقوبات الأميركية التي جرى تعديلها وتوسيعها منذ أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي بسبب الحرب في دارفور. وتضع واشنطن السودان في قائمتها للدول الراعية للإرهاب كما استهدفت عدداً من المسؤولين السودانيين بتجميد الأصول وحظر السفر. وقال لانيير في تصريح بعد انتهاء فترة عمله في السودان، إن التفاهمات بين الخرطوموواشنطن رهينة بتحقق السلام، وأعرب عن رضاه حيال الجهود الديبلوماسية التي قدمتها سفارة بلاده في السودان. وقال: «مع حلول السلام ووصول المساعدات الى المنطقتين، سنصل إلى تفاهم بعد غياب لأكثر من عشرين سنة». وتابع: «أتمنى مع مساعدة الشعب السوداني ومنظماته المختلفة أن تتطور العلاقات السودانية- الأميركية نحو الأحسن، وأن نرى خلال 2016 تغييراً حقيقياً في العلاقة بين الخرطوموواشنطن». وأظهر لانيير ارتياحاً للمساعي الشعبية الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الشعبين السوداني والأميركي، واعتبر أن زيارات الوفد الشعبي السوداني لواشنطن وعدد من الولايات الأميركية واجتماعه بمجلس الشيوخ والمكونات الشعبية تصب في مصلحة البلدين. في غضون ذلك، تجددت المواجهات القبلية في دارفور، إذ قتل ما لا يقل عن 20 شخصاً في مواجهات عنيفة بين قبيلتي الفلاتة والسلامات، وقعت في منطقة النضيف التابعة لمحافظة برام في ولاية جنوب دارفور، إثر سرقة مواشٍ، ما أوقع قتلى من الجانبين و25 مصاباً، ولا تزال الأوضاع مشحونة بالتوتر. وطالب زعيم قبيلة الفلاتة يوسف السماني حكومة الولاية بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لتقصي ملابسات الاشتباكات والقبض على المتهمين للحيلولة دون استمرار النزاع. وحذر من أن الأوضاع الأمنية في المنطقة في طريقها للخروج عن السيطرة وتنامي الانفلات الأمني، لعدم التزام حكومة الولاية بتطبيق مقررات وتوصيات مؤتمر الصلح السابق بين الطرفين. من جهة أخرى، قدمت الأممالمتحدة مساعدات غذائية وإنسانية ل38 ألفاً من المدنيين، نزحوا بسبب النزاع الأخير الذي اندلع في منطقة جبل مرة في دارفور. وحذرت مسؤولة دولية بارزة من تزايد أعداد الفارين ما لم تتوقف المعارك العسكرية في المنطقة. وأجبر القتال في منطقة جبل مرة الذي تصاعدت وتيرته منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، آلاف المدنيين على الفرار من المنطقة الجبلية التي تتمدد في ثلاث من ولايات دارفور. وقال بيان من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الخرطوم، إن 62 في المئة من النازحين الجدد في سورتوني من الأطفال، و28 في المئة منهم نساء. وفي شأن آخر، قال متمردو «الحركة الشعبية- الشمال»، إنها ستلبي دعوة ل «لقاء تشاوري استراتيجي» يعقد بأديس أبابا في آذار (مارس) المقبل بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة وحزب «الأمة» بزعامة الصادق المهدي، تحت رعاية الوساطة. وأكدت الحركة السعي إلى عقد اجتماع لقيادة تحالف قوى «نداء السودان» الذي يجمع المعارضة بشقيها السياسي والمسلح. وشددت «الحركة الشعبية» عل أن الدعوة وصلتها من الوساطة الأفريقية بقيادة ثابو مبيكي، الأسبوع الماضي، لعقد اللقاء التشاوري خلال الفترة من 16 إلى 18 آذار (مارس) المقبل، وشددت أن اللقاء لن يكون بديلاً للمؤتمر التحضيري للحوار الوطني. وأفاد البيان أن الدعوة شملت الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية - الشمال» و«حركة تحرير السودان» بزعامة مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة» برئاسة جبريل إبراهيم وحزب «الأمة» برئاسة المهدي.