اتسعت المواجهات بين القوات السودانية الشمالية والمتمردين في ولاية جنوب كردفان، المتاخمة لدولة جنوب السودان، وولاية شمال دارفور ما ادى الى مقتل العشرات من الجانبين. وفيما اتهمت الخرطومجوبا بانها تسعى الى اطاحة حكم الرئيس عمر حسن البشير، أحال وفدا البلدين، خلال محادثاتهما الجارية في أديس أبابا، اتفاق الحريات الأربع لمواطنيهما (التنقل والعمل والاقامة والتملك) والذي وقعا عليه بالاحرف الأولى في آذار (مارس) الماضي الى اللقاء المرتقب بين الرئيسين البشير وسلفاكير ميارديت. واستمرت المحادثات بين الوفدين في شأن ترسيم الحدود والمنطقة العازلة. وعقد الوسيط الافريقي ثابو مبيكي لقاء مع وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين من اجل التوصل الى تفاهم في شأن تحفظ الخرطوم عن منطقة الميل 14 التي ترفض الخرطوم مقترحا بان تكون ضمن حدود الجنوب. وكشفت مصادر قريبة الى المحادثات ان الوفد السوداني تمسك برفض الخريطة المقترحة بغرض نشر القوات الدولية في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح بين الدولتين، رغم أن الوساطة اكدت أن الخريطة ستستخدم للاغراض الأمنية، وانها لن تعتمد كأساس لتسوية النزاع حول المناطق الحدودية المختلف عليها. وكان مجلس الأمن ناقش نتائج جولة المحادثات بين الخرطوموجوبا، ملاحظا أن الجانبين فشلا في التفاوض على القضايا المهمة مثل ترسيم الحدود وإقامة منطقة منزوعة السلاح وتشكيل طاقم مشترك للتحقق من الأوضاع على الحدود مع حلول مهلة الثاني من آب (اغسطس». وفي الخرطوم أكد نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف استعداد حكومته إقامة علاقات طيبة مع دولة الجنوب، شرط كفها عن خلق المشاكل الأمنية على الحدود ودعم المتمردين والتزامها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان وقال يوسف «إنّ حكومة الجنوب تقابل الخير الذي يقدمه لها السودان بالسوء، وتلقي باللائمة على الشمال في كل شيء». واضاف أنّ جوبا «ترغب في تغيير النظام في الخرطوم وتعتبره نظاماً عربياً إسلامياً وأنهم لا ينتمون الى العرب وهو السبب الذي جعلهم يصرون على الانفصال»، معتبرا ان الجيش الجنوبي «يهدف الى زعزعة استقرار السودان.. انهم يطمحون في إقامة دولة علمانية معادية للإسلام وللعروبة، وظل هذا طموحهم منذ 30 عاماً، مدعومين من الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبدرجة أقل من فرنسا». من جهة اخرى، اتسع نطاق المواجهات بين القوات السودانية والمتمردين في ولاية جنوب كردفان وولاية شمال دارفور. وقال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد ان قواته قتل 77 متمردا في اشتباكين منفصلين في الولايتين. وافاد بان الجيش كبد متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» 45 قتيلاً، واجبرهم على الانسحاب الى القرى القريبة حيث قتلوا 21 مواطناً. كما قتلت القوات الحكومية في معارك دارفور نحو 32 متمردا ودمرت لهم عشر سيارات مسلحة واستولت على كميات من الأسلحة والذخائر. لكن الناطق «الحركة الشعبية - الشمال» أرنو نقوتلو لودى قال ان قواته حررت بلدة حجير الدوم من سيطرة القوات الحكومية وكدبتها خسائر في الارواح والعتاد. كما اصدر الناطق العسكري ل «حركة العدل والمساواة» بدوي موسى الساكن بيانا قال فيه ان قوة مشتركة مع «حركة تحرير السودان» فصيل عبدالواحد اصطدمت مع قوات حكومية محمولة على 110 سيارة ومعها دباباتان في منطقة تانقا شرق جبل مرة في جنوب دارفور. وأفاد الساكن بان قواتهم استولت على 30 عربة وحطمت الدبابتين و10 سيارات.Ĩ