تراجعت أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية بنسبة 50 في المئة، لتلامس قاعاً في أسعار لم تصلها منذ نحو ثلاث سنوات، إذ بلغ سعر سمك الهامور 30 ريالاً، والكنعد 25 ريالاً، والعراضي 25 ريالاً، فيما أكد صيادون أن الأسعار متوقع أن تستمر على هذه الوتيرة حتى بداية الصيف الذي يشهد عودة الأسعار إلى الارتفاع. وأوضحوا أن الطقس يلعب دوراً كبيراً في الأسعار، مبينين أن دخول الخليج العربي في فترة اعتدال في درجات الحرارة، يضاعف صيد الأسماك إلى ما يقارب النصف، مبينين أن أسعار بعض أنواع الأسماك مرشحة للانخفاض أكثر من ذلك خصوصاً الأسماك الصغيرة، وتستمر حتى نهاية الشهر المقبل الذي تبدأ فيه درجات الحرارة بالارتفاع إلى أن تصل ذروتها في فصل الصيف. مؤكدين أن معظم أنواع الأسماك لا تغيب خلال هذه الفترة عن السوق بسبب وقوعها بين الشتاء والصيف. وعلى رغم الإقبال على الأسماك إلا أن أسعاره مع الانخفاض تشير إلى أن وفرته في الأسواق تشجع على استهلاكه. وذكر علي العلوي «أحد باعة الأسماك في سوق القطيف المركزية» أن الأسعار ستشهد ثباتاً نتيجة لتحسن الأجواء بعد انحسار برد الشتاء، إضافة إلى وفرة الصيد التي يؤكدها الصيادون. مشيراً إلى أن «الاقبال الآن على شراء الأنواع المرتفعة السعر كالهامور والكنعد، التي تراوح أسعارها بين 40-60 ريالاً للكيلوغرام قبل نحو شهر. وعلى رغم أن الأسعار غير ثابتة وتختلف بحسب الحجم ومدة صيده، إلا أن الأسعار الحالية هي الأفضل خلال العام، وإن بعض الأسماك مرشحة للانخفاض أكثر من ذلك، وتستمر لنحو شهرين، لتعود إلى الارتفاع من جديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة». وأشار إلى أن ارتفاع أسعار السمك المتوقع أن يحدث بعد نحو شهرين سيعتمد على حال الطقس، وخصوصاً في أيام العواصف الترابية التي يتم إغلاق الموانئ فيها أمام الصيادين لسوء الأحوال الجوية، كما أن طبيعة السوق «العرض والطلب» محرك رئيس للأسعار، ويلاحظ ذلك في المزادات اليومية التي تقام في المنطقة. وأكد أن الأسعار انخفضت بسبب الطلب بالدرجة الأولى وقيام الصيادين بتوريد كميات صيد أكبر، مبيناً أن الأسواق تشهد وفرة في المعروض يشجع الزبائن على الشراء، وخصوصاً أن الستة أشهر الماضية شهدت قلة في العرض رفعت الأسعار إلى أرقام قياسية، حتى أن البعض دعا إلى مقاطعة شراء الأسماك بسبب ارتفاع سعرها. من جانبه، أكد البائع محمد السبيت أن كميات الصيد هذه الأيام كبيرة مقارنة بالأشهر الماضية، وقال: «الأسعار مناسبة للصيادين والمستهلكين، إذ تعوض الكميات انخفاض الأسعار بالنسبة للصيادين»، مضيفاً «الباعة يقلقهم قلت الكميات المعروضة، لأنها تبعد الزبائن عن السوق، كما أنها تؤدي إلى ارتفاع الأسعار»، مبيناً أن «فترة الصيف تؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسماك وخصوصاً التي يقبل الناس عليها كالكنعد والهامور، وتشهد أسعارها ارتفاعاً مضاعفاً عما هي عليه اليوم». وقال: «في الصيف تشتد الحرارة وتعقبه الرطوبة، عندها ترتفع الأسعار بصورة طبيعية، حتى تتحسن الأجواء، وهي دورة تحدث كل عام يعرفها الصيادون وأهالي المنطقة، لكن مدتها تختلف من عام إلى آخر بحسب الطقس». وأوضح أن الصيادين يتوقعون انخفاضاً في أسعار السمك خلال الفترة المقبلة لتحسن الأجواء، موضحاً أنه ليس موسماً ترتفع فيه الأسعار، على رغم ما يصيبها من فترات برودة وشدة في الرياح. وقال: «سيكون موسم يكثر فيه الإقبال على الأسماك، كما يكثر فيه صيد السمك بسبب توجه الصيادين إلى الصيد في ظروف مناخية معتدلة، وهذه الفترة يحبها الصيادون كثيراً». وأشار سلمان شهاب «مسؤول مبيعات أسماك في أحد محال محافظة القطيف» إلى أن سعر السمك خاضع إلى الأحوال الجوية التي تؤثر في كمية الصيد، التي بدورها تؤثر في الأنواع التي يجلبها الصيادون للسوق، لذلك تشهد الأسعار ارتفاعاً وانخفاضاً بين اليوم والآخر، إلا أنه في الشكل العام تشهد الأسعار انخفاضاً كبيراً خلال هذه الفترة، مبيناً أن «الفترة الحالية يقبل المستهلك على الشراء لانخفاض الأسعار، وهذا الأمر مهم جداً لأن السمك يباع طازجاً، وتأخير بيعه يعني خسارة للبائع والصياد، كما أن الأسماك في هذه الفترة تمتاز بطعمها عن بقية العام بسبب الظروف المناخية الجيدة». ويبلغ متوسط أسعار الأسماك في أسواق الشرقية: الشعري 20 ريالاً للكيلوغرام و18 ريالاً للفسكر والحمام والهامور بين 30 و35 ريالاً للكيلوغرام، والكنعد 25 ريالاً، والصافي 20 ريالاً، والفسكر 18 ريالاً، والعندك 18 ريالاً، والسبيطي 30 ريالاً، فيما حافظ سعر الروبيان على مستوى ثابت وبلغ حجم المتوسط 40 ريالاً للكيلوغرام.