عرض ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسيل، رؤية المملكة في محاربة الإرهاب وحماية المنطقة من آثاره السلبية. كما شهد البيان الختامي للاجتماع الذي شارك في إصداره إضافة إلى السعودية، وزراء الدفاع في كل من: بلجيكا والبحرين وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهنغاريا والعراقوإيطاليا والأردن والكويت والمغرب وهولندا ونيوزيلندا والنروج وبولندا والبرتغال وقطر ورومانيا وسلوفينا وإسبانيا والسويد وتركيا والإمارات وبريطانيا وأميركا، ووزراء ممثلون من ثلاث دول قدمت أو تنوي المشاركة بقوات أو غيرها من الدعم للحملة هي أستراليا والتشيخ وسنغافورة. وأوضح البيان - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن «وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، استضاف اجتماعاً في بروكسيل، لوزراء دفاع دول ستشارك بقوات في التحالف الدولي لمحاربة داعش لمناقشة خطة الحملة العسكرية ومراجعة وتقويم الجهود الأخيرة لتسريع عملية محاربة داعش في العراق وسورية، ولتداول أسلوب مشترك ضد طموحات داعش وضمان حماية مواطنينا». وأضاف «عبرنا عن احترامنا وتقديرنا لجهود قوات الأمن العراقية بما في ذلك البيشمركة، وقوات القبائل السنية، وقوات المعارضة السورية المعتدلة التي تحارب داعش وألحقت بها خسائر وهزائم تكتيكية في الأشهر الأخيرة، كما صادقنا على تقويم قائد قوات التحالف بأن تلك النجاحات هي نقطة التحول في الحملة ضد داعش، ونُقر كذلك أنه ما زال أمامنا الكثير من العمل لضمان هزيمة داعش واستعادة الاستقرار في العراق وسورية، وندعو تلك الدول التي تقوم بدور غير بناء في الحرب ضد داعش وعملية السلام في سورية إلى القيام بدور بناء». وأكد «الدعم التام لأهداف خطة حملة محاربة داعش والتزام الحكومات المشاركة بالعمل معاً، كما أننا اتفقنا على سبيل الإلحاح على تسريع وتكثيف الحملة، لأجل تحقيق الهزيمة الدائمة لهذه المنظمة الوحشية بأسرع ما يمكن». وشدد على أن «الانتصارات في المعارك الأخيرة تمثل فرصة لتجميع عزم إضافي في حملتنا مع دخولنا طور تفكيك القدرة العملية لداعش على امتداد العراق وسورية، لأجل ذلك الهدف، فإن أعضاء التحالف سلطوا الضوء على أهمية تحويل قوة داعش المزعومة إلى أقصى درجات ضعفها، وأكد أعضاء التحالف على أهمية تقويض مركزي لقوتها في الرقة والموصل ومواصلة استهداف بنيتها التحتية الأساسية، بما في ذلك قدراتها المالية». الالتزام باستئناف الغارات ضد «داعش» نقل البيان على لسان وزراء الدفاع قولهم: «ناقشنا الموارد الكبيرة التي قدمت من أعضاء التحالف بما أتاح التقدم في الحملة العسكرية، ونشكر تلك الدول التي أظهرت منذ بداية الحملة القيادة والمساندة. كما نرحب أيضاً بعدد من الدول التي زادت من إسهاماتها منذ الهجمات المرعبة في باريس وتركيا وغيرهما من الأماكن، في الربع الأخير من 2015». و يقر الوزراء بأن الدول التي انضمت إلى الحملة الجوية «زادت من التزاماتها أو مددت عملياتها إلى سورية أو أنها ملتزمة باستئناف الغارات في المستقبل القريب». ولاحظ الوزراء كذلك - بحسب البيان - أن «هناك دولاً التزمت بتقديم المزيد من مدربين وقوات العمليات الخاصة، ومتطلبات التعافي الشخصية، والدعم المالي الإضافي كذلك أشار الوزراء إلى أن دولاً أخرى شرعت في نقاشات وطنية لتقديم المزيد من الدعم، بما في ذلك مدربو شرطة إضافيون لتوسيع الجهود الحالية لتدريب الشرطة التي تقودها إيطاليا». وأضاف «اتفقنا على مجموعة ثابتة من الحاجات التي ستكون مطلوبة لتوسيع الجهود ضد داعش، ورحبنا بمؤتمر رؤساء أركان دول التحالف ومؤتمر تعزيز قوة التحالف الذي سيعقد خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، إذ سيتم فيه البحث في التفاصيل». وفي جزء من النقاش أكد البيان المراجعة المنتظمة لخطة حملة التحالف والتقدم في تنفيذها، وتحقيقاً لهذه الغاية، اتفق الوزراء على الاجتماع مرة أخرى قبل نهاية العام. وشدد البيان على إقرار وزراء الدفاع المشاركين في الاجتماع أن «الحملة العسكرية هي جزء ضروري من جهدنا الشامل لهزيمة وتدمير داعش، وهي في ذاتها غير كافية لضمان النجاح الدائم، مع الالتزام التام بضمان تناغم الأعمال العسكرية مع الأنشطة الشاملة في الخطوط غير العسكرية لتهيئة الظروف وإيجاد استقرار دائم في المنطقة». وأعرب البيان عن «الشكر لكل الشركاء الذين يساعدون في التقدم في الحملة العسكرية ضد داعش وبنيتها التحتية الاقتصادية والصناعية، والتنويه على وجه الخصوص ببطولة وإخلاص وصمود قوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة، وقوات القبائل السنية، وقوات المعارضة السورية المعتدلة الذين يحاربون داعش، إضافة إلى أن الرجال والنساء العاملين مع قوات التحالف الدولي الذين يقومون بدورهم في إضعاف وهزيمة داعش، ونشجع الآخرين على الإسهام والانضمام إلينا في هذا الجهد».