أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الشرق الأوسط يمر بتحولات جذرية لكنه أبدى تفاؤلا بمسار الحملة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وقال أوباما أمام ندوة لقيادات اقتصادية استضافتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، أنه «على ثقة بأن التحالف سيتمكن من وقف داعش في العراق، انما المشكلة في سورية هي مشكلة أوسع وأصعب على المدى البعيد». (للمزيد) وكان التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» أكد أمس نجاحه في وقف التقدم السريع الذي حققه هذا التنظيم في سورية والعراق خلال الصيف، وأكد مواصلة الحملة عليه حتى هزيمته. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال اجتماع للتحالف شاركت فيه 60 دولة في بروكسيل إن الالتزام الأميركي بضرب التنظيم سيستمر على الأرجح لسنوات، كما اعتبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، في كلمته أمام المؤتمر، ان نجاح التحالف ضد «داعش» يتطلب وجود قوات قتالية على الأرض، مشيراً إلى ضرورة دعم قوات المعارضة المعتدلة التي تقاتل «داعش» والنظام السوري. في غضون ذلك، حسمت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، المقربة من الرئيس باراك أوباما، الجدل حول انشاء منطقة آمنة على الحدود التركية - السورية، مشيرة إلى أن واشنطن «لا تسير باتجاه منطقة حظر جوي أو منطقة آمنة في هذه المرحلة». وعكست تصريحاتها الخلافات داخل الإدارة بعد تسريبات من مسؤولين رفيعي المستوى بأن واشنطن وأنقرة اقتربتا من انشاء مثل هذه المنطقة لمساعدة المعارضة السورية المعتدلة. وأكدت رايس في ندوة استضافتها صحيفة «وول ستريت جورنال» أن المحادثات مستمرة مع تركيا، والجهود تركز على هزيمة داعش في العراق، في تأكيد لاستمرار السير في ما يُعرف ب «استراتيجية العراق أولاً». واعتبرت رايس أن التسريبات الأخيرة من مسؤولين في الإدارة حول الاقتراب من اتفاق مع تركيا، وبعضهم تحدث إلى «الحياة»، «تستبق النقاش حول هذه السياسة». ورأت أن «انشاء منطقة حظر جوي أو منطقة آمنة ستلهينا عن المهمة الأساسية (أي ضرب داعش)». وتعكس تصريحات رايس والتسريبات الأخيرة عن اتفاق وشيك مع تركيا الخلاف داخل ادارة اوباما حول هذه القضية. وسيكون أي قرار نهائي حول هذه المسألة بيد الرئيس وليس الخارجية أو «البنتاغون». كما يعكس التردد الأميركي تشنجاً في العلاقة مع تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في ظل امتعاض واضح في واشنطن من تصرفاته المتحدية للإدارة وعدم تعاونه بما فيه الكفاية في الحرب ضد «داعش». وفي بروكسيل، أعلن التحالف الدولي ضد «داعش» والذي تقوده الولاياتالمتحدة، في بيان ختامي بعد الاجتماع الذي عقده في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو)، «أن الحملة الدولية ضد داعش بدأت تعطي نتائج. وتم وقف تقدم التنظيم عبر سورية وداخل العراق». وأكد البيان اتفاق اعضاء التحالف على «مواصلة دعم العمليات العسكرية»، و «وقف تدفق المقاتلين الأجانب»، وقطع الدعم والتمويل الذي يحصل عليه التنظيم، و «المساعدة في الاغاثة الإنسانية»، و «كشف الطبيعة الحقيقية لداعش وسحب الشرعية (الدينية) عنه».