طلبت الجزائر من الحكومة الليبية المعترف بها دولياً (التابعة للبرلمان في طبرق) «ضبط تحرك» القوات النظامية المرتبطة بها بعد توقيف 6 مسلحين داخل الأراضي الجزائرية، تبيّن لاحقاً أنهم من الجيش الليبي في منطقة شرقي إليزي (1600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة). وأفادت مصادر مأذونة ل «الحياة»، بأن الحكومة الجزائرية أبلغت السلطات الليبية ب «ضرورة ضبط خطة انتشار الجيش الليبي أو القوات النظامية» المرتبطة بالحكومة. وشرحت المصادر ذاتها أن الجيش الجزائري اعتقل منذ أيام، 6 مسلحين ليبيين وصادر أسلحتهم، لكن التحقيقات بيّنت لاحقاً أنهم من القوات الليبية النظامية التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر. وعُلم أن السلطات الجزائرية طلبت بيانات خاصة بهوية المعتقلين لديها، ليتبيّن أنهم من الجيش. وتتحرك مجموعات نظامية ليبية على الشريط الصحراوي في جنوب ليبيا قرب حدود ولاية إليزي التي تصنفها قيادة الجيش الجزائري ب «المنطقة الأكثر خطراً لقربها من مناطق نفوذ جماعات مسلحة». وأشارت معطيات جديدة إلى أن الحكومة الليبية تتجه نحو تجديد طلب للجزائر وتونس تفعيل الوحدات العسكرية المشتركة، لتأمين الحدود البرية بينها. ودعا وكيل المعابر الحدودية في وزارة الداخلية الليبية إلى ضرورة تفعيل اللجان الأمنية المشتركة بين بلاده والجزائر وتونس، متحدثاً عن 25 معبراً حدودياً بين ليبيا والجزائر وتونس، يتولى تأمينها عناصر من الجيش والشرطة و «الثوار». وتغلق الجزائر كل المعابر الحدودية في ولاية إليزي التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا، وتفتح معبراً وحيداً في مدينة جانت في جنوب الولاية ويتم ذلك بناء على تقدير السلطات العليا لدواعي إنسانية في الغالب. وتبرر الجزائر إجراءاتها الأمنية المشددة في اتجاه ليبيا بدواع أمنية مستعجلة. وأعلنت السلطات الجزائرية ترحيل 547 مغربياً في مطار هواري بومدين، قادمين من المغرب ويتجهون إلى ليبيا، وأخضعتهم للتحقيق، قبل أن تُعيد 243 منهم إلى بلدهم. وكان مدير شرطة الحدود في المديرية العامة للأمن ومراقب الشرطة الجزائري، قوسم حميد، أعلن ترحيل 114 مغربياً إلى الدار البيضاء عبر مطار الجزائر، و129 آخرين عبر مطار وهران، وإلغاء كل الرحلات الجوية من الجزائر إلى ليبيا. وكشف مراقب الشرطة أن الموقوفين المغاربة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و26 سنة، ولا يملكون بطاقات إقامة في ليبيا، ما أثار شكوكاً في نواياهم وتخطيطهم للسفر إلى ليبيا للانخراط في صفوف الحركات الإرهابية وفي مقدمها «داعش».