زار الأمين العام للجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي غويندال رويار يرافقه المستشار الثاني في السفارة الفرنسية جان كريستوف أوجيه، البطريرك الماروني بشارة الراعي وأثنى على «الأجواء الودية والشفافية والوضوح التي سادت اللقاء على رغم صعوبة ودقة الوضع الذي يمر به لبنان». وأكد «أننا على توافق تام مع البطريرك على حال الطوارئ المسيطرة على الوضع الراهن. الحرب في سورية لا يمكنها أن تستمر. ويمكنني الاستشهاد بما قاله البطريرك حول هذا الأمر بضرورة رفع الأصوات للقول هذا يكفي. لذلك يجب الإسراع في المفاوضات، وإيجاد حلول سياسية، فالوضع الإنساني إضافة إلى أهمية الحفاظ على الكيان اللبناني، يفرضان وقف الحرب في سورية. من السهل قول هذا الأمر ومن الصعب تنفيذه، ولكن الوقت حان». وقال إنه تم التطرق «إلى المسألة الرئاسية في لبنان، وهي أيضاً تمثل حال طوارئ، سواء بالنسبة إلى الوضع الإقليمي أم بالنسبة إلى الوضع اللبناني الداخلي. فلهذا البلد نقاط قوة استثنائية ولكنه ينغمس في الإهمال وفي الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. نقول هذا يكفي، وعلى المسؤولين أن يعوا هذا الأمر، وأن يعملوا على حل هذه الأزمة عبر التوجه إلى البرلمان. نقدر الجهود والمبادرات التي يقوم بها وبشكل مستمر البطريرك لإيجاد حل للأزمة اللبنانية عبر انتخاب رئيس للبلاد. كما أننا ندعم المبادرات التي يقوم بها مع المسؤولين المسيحيين وأيضاً مع المسؤولين السنة والشيعة في هذا البلد. ونتمنى حصول اتفاق شامل يعلو فوق كل المصالح الشخصية». ودعا إلى وجوب «الابتعاد عن الحسابات الصغيرة والتعاون من أجل انتخاب رئيس لهذا البلد لكي تستعيد المؤسسات عملها الطبيعي. لبنان بلد صغير ولكنه عظيم الشأن، أنا أحب كثيراً هذا البلد، وخطيبتي لبنانية. إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يقدم كل الدعم والمساعدة، وفرنسا مستعدة دائماً لمد يد العون، وهي إلى جانب الجميع في هذا الوضع الطارئ، ولكن على المسؤولين اللبنانيين على تنوعهم، تحمل مسؤولياتهم». وأشار إلى أنه عرض مع الراعي «وضع المسيحيين في الشرق عموماً وفي لبنان خصوصاً، ونؤكد تضامننا مع البطريرك في أن مستقبل مسيحيي لبنان هو في الشرق وفي لبنان وليس في أوروبا. حتى ولو قدمت أوروبا ما بوسعها من مساعدة إلى من هم في حاجة. علينا الحفاظ على هذه الهوية الشرقية مع السنة والشيعة وبالتأكيد أيضاً مع المسيحيين بتنوعهم وتنوع الكنائس الشرقية. نحن متفقون على أن فرنسا تساعد وعليها المساعدة لكي يبقى المسيحيون هنا، وبالتالي فإن فريقاً في البرلمان الفرنسي يتحرك من خلال مجموعة نواب يدعمون مسيحيي الشرق والأقليات في لبنان والشرق الأوسط. ونحن كدائرة نعمل على تقديم المساعدة للمسيحيين عبر استقطاب الدعم المادي والمعنوي لهم، وهذا التحرك يجب أن يكون جماعياً». وكرر ما قاله الراعي «بضرورة رفع الصوت، ومنه صوت فرنسا، للقول كفى نحن في وضع متأزم وليتحمل كل واحد مسؤوليته لأن الوضع خطير جداً. ونحن نطلق رسالة تنبيه وإعلان حال طوارئ». وكان رويار التقى قهوجي، يرافقه الملحق العسكري العقيد كريستيان هيرو. وتركز البحث على الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين، خصوصاً موضوع تسليح الجيش اللبناني في إطار الهبة السعودية، إضافة إلى مهمة الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات «يونيفيل»، وفق بيان مديرية التوجيه. والتقى رويار النائب ياسين جابر بتكليف من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وجرى عرض الأوضاع. وقال جابر انه تم التركيز «على أهمية لبنان ودوره في محاربة الإرهاب، وأهمية التسريع بدعم الجيش خصوصاً من موقعه، وتمنينا عليه من موقعه في لجنة الدفاع أن تسرع عملية تسليم الأسلحة الموعود بها الجيش اللبناني». وأشار الى ان رويار «طرح علينا اسئلة عن موضوع إنتخاب رئيس الجمهورية وما هي الأسباب التي تحول دون إتمام هذا الاستحقاق، ومدى ارتباطه بما يجري من تطورات في المنطقة، فشرحنا له الوضع. وأكدنا له أن لبنان اليوم في حاجة الى دعم من كل الأصدقاء في العالم لمواجهة كل المشاكل، سواء أكان لمحاربة الارهاب أم على صعيد التخفيف من عبء النزوح السوري الضاغط، فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها المغتربون نتيجة ما يرافق تحويلاتهم». وكان رويار التقى أول من أمس، رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.