غادر جميع الموظفين الكوريين الجنوبيين مجمّع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين، بعد ساعات على أمر أصدرته بيونغيانغ بتحويله منطقة عسكرية، واصفة قرار سيول بتجميد العمل في المجمّع بأنه «إعلان حرب». وكان وزير التوحيد الكوري الجنوبي هونغ يونغ-بيو أعلن تجميد العمل في المجمّع «لئلا تستخدم كوريا الشمالية استثماراتنا فيه لتمويل تطورها النووي والباليستي»، وذلك بعد تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية رابعة، ثم إطلاقها صاروخاً بعيد المدى الأحد الماضي، أعلنت انه وضع قمراً اصطناعياً في المدار، لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها تعتبره اختباراً لصاروخ باليستي. وعبر جميع العمال الكوريين الجنوبيين ال280 في المجمّع، الحدود إلى بلادهم، بعد ساعات على انتهاء مهلة حددتها بيونغيانغ لمغادرة المنطقة، وهم يحملون أغراضهم الشخصية فقط. وأعلنت لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا في الدولة الستالينية «مصادرة كل موجودات الشركات الكورية الجنوبية، والشركات المتحالفة معها، بما في ذلك الآلات والمواد الأولية والسلع»، مضيفة أن «القوى المعادية الكورية الجنوبية ستجرّب الثمن الباهظ والمؤلم الذي يترتب عليها دفعه، لإغلاقها مجمّع كايسونغ الصناعي». ووصفت قرار سيول بتجميد العمل في كايسونغ بأنه «إعلان حرب خطر» و «إعلان نهاية لآخر شريان حياة في العلاقات بين الشمال والجنوب». ونددت بالرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي، معتبرة أنها العقل المدبر لإغلاق المجمّع، ووصفتها بأنها «امرأة شريرة». وذكرت اللجنة أن كايسونغ باتت منطقة عسكرية، معلنة قطع كل الاتصالات العسكرية مع سيول، بما في ذلك من طريق قرية بانمونجوم الحدودية، قناة الاتصال الرئيسة بين الكوريتين. وعبرت مئات من الشاحنات الكورية الجنوبية الحدود مع الشمال، لنقل معدات وسلع مصنوعة في المجمّع. لكن بعضها أُجبِر على إبقاء سلع في الشمال، علماً أن جمعية تمثّل الشركات الصناعية الكورية الجنوبية التي توظف في المجمّع 53 ألف كوري شمالي، اعتبرت قرار المسؤولين إغلاقه «ظالماً»، وقال رئيسها جونغ جي-سوب: «كما لو طلبوا منا القفز من حافة الهاوية». في الوقت ذاته، أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء، بأن سيول عزّزت استعداداتها العسكرية على طول الجزء الغربي من الحدود، تحسباً لاستفزاز كوري شمالي. في غضون ذلك، بثّ التلفزيون الكوري الشمالي لقطات فيديو أظهرت الزعيم كيم جونغ أون على طائرته الخاصة، وهي من طراز «إليوشن» روسية الصنع، وهو يجري مناقشات مع قادة عسكريين أثناء توجّهه إلى مركز «تونغتشانغ-ري» للإشراف على إطلاق الصاروخ الباليستي الأحد الماضي، كما بثّ التلفزيون إطلاق الصاروخ «كوانغميونغسونغ-4» من برج وُسِّع حديثاً، وما يبدو أنه محرّك دفع المرحلة الأولى وهو ينفصل عن الصاروخ في طريقه إلى الفضاء. وقال معلق: «انطلقت كرامة (جبل) بايكتو في الفضاء وهي تحمل قمرنا الاصطناعي كوانغميونغسونغ-4». معلوم أن «بايكتو» هو جبل على حدود الصين يُعتبر مهد الثورة في الشمال التي قادتها ثلاثة أجيال من عائلة كيم. ورجّح رئيس قيادة الدفاع الصاروخي في الجيش الأميركي الجنرال ديفيد مان ألا يكون القمر الاصطناعي الذي أعلنت بيونغيانغ وضعه في المدار، يبثّ الآن، مستدركاً أن ما يقلقه هو أن يكون الصاروخ الذي أطلقه كان ينقل حمولة تشكّل ضعف حمولة إطلاق صاروخ مشابه قبل سنوات. الى ذلك، أعلن القادة العسكريون للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان اتفاقاً على «تبادل ثلاثي للمعلومات» و «تنسيق أكبر في شأن القضايا الأمنية المتبادلة، لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة». وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع، على نص ملزم يفرض عقوبات على أي شخص أو مؤسسة تساعد بيونغيانغ، خصوصاً لامتلاك معدات تُستخدم في إنتاج أسلحة دمار شامل.