أعلن رئيس هيئة أركان القوات الروسية فاليري غيراسيموف أن الأعلام الروسية رفعت فوق كل مقار الوحدات العسكرية ال 193 في شبه جزيرة القرم أمس. وأشار إلى تنظيم احتفالات في الثكنات مع عزف النشيد الوطني الروسي، علماً أن القوات الروسية سيطرت ليل الثلثاء على آخر سفينة ترفع العلم الأوكراني في القرم، كما أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف. وأنهى الروس السيطرة العسكرية على القرم خلال ثلاثة أسابيع شهدت حصارهم الجنود الأوكرانيين في ثكناتهم في مرحلة أولى، ثم استيلائهم على وحدات وسفن بلا قتال بعد إلحاق شبه الجزيرة بروسيا. وأوضح الجنرال غيراسيموف أن الجنود الأوكرانيين الذين فضلوا مواصلة خدمة أوكرانيا سيرحلون بعد تسليم أسلحتهم إلى القوات الروسية، و «هم يناهزون 1500 سجلوا أسماءهم لتنفيذ هذا الأمر في مركز بسيباستوبول أول من أمس». ومن أصل 18800 جندي أوكراني تمركزوا في القرم فضل 4300 فقط مواصلة خدمتهم في أوكرانيا. على صعيد آخر، اتهمت موسكو كييف بانتهاك الاتفاقات الدولية، وتهديد الأرواح عبر منعها أفراد طواقم الطائرات الروسية من النزول في كييف، بعد وصول رحلات الركاب إليها. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، استناداً إلى معلومات من شركة الخطوط الجوية الروسية (اروفلوت) إن «مسؤولي الحدود الأوكرانيين لا يسمحون لطواقم الطائرات بالراحة، بما يتفق مع قواعد سلامة الطيران، لدى وصولهم إلى العاصمة الأوكرانية». وأضافت: «تصر روسيا على وقف غير مشروط لهذه الممارسات غير المسؤولة من جانب أوكرانيا، والتي تعرض سلامة رحلات الطيران المدنية للخطر». وكانت شركة «اروفلوت» دعت الاثنين الماضي وزارة الخارجية الروسية ووكالة الطيران الروسية إلى التدخل في شأن وضع رحلاتها إلى مدن أوكرانيا، مشيرة إلى أن كل طواقم طائرتها التي وصلت إلى مطار «بوريسبول» بكييف اضطروا إلى البقاء أكثر من 7 ساعات على متن الطائرات، وذلك بعدما منع حرس الحدود الأوكراني الطيار الثاني للطائرة دخول أراضي أوكرانيا. وكانت وزارة الخارجية الروسية أصدرت هذا الأسبوع بيانات عن استهداف قوميين أوكرانيين الروس في حادثي سطو، واتهمت السلطات الأوكرانية بأنها عاجزة عن منع هذه الحوادث أو لا ترغب في منعها. واستخدمت موسكو تقارير عن تهديد قوميين الناطقين بالروسية في أوكرانيا، في إطار تبرير ضمها القرم، واحتفظت بحقها في استخدام قواتها المسلحة لحماية رعاياها في أوكرانيا. على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً قراراً غير ملزم قدمته أوكرانيا يندد باستفتاء القرم «لن يؤثر» على موقف روسي. وقال: «صيغة الوثيقة معادية لروسيا في شكل واضح، ونرى أن إقرارها سيزيد تعقيد الموقف»، علماً أن موسكو استخدمت حق النقض (فيتو) ضد قرار مماثل عرض على مجلس الأمن في 19 الشهر الجاري. إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي سيرغي ناريشكين أن الغرب يحمّل عبر فرضه عقوبات على موسكو مواطنيه فاتورة فشل سياسته بأوكرانيا. وقال ناريشكين في حوار منتدى تناول مصادر النمو الاقتصادي في روسيا: «لا شك أن العامل الأوكراني مؤثر لدرجة ما على الوضع الاقتصادي»، معتبراً أن «ثمة أخطاراً تتعلق بالعقوبات التي فرضها شركاؤنا الغربيون ضد روسيا، وغالبيتهم يدركون أنها ستأتي بخسائر بالنسبة إلى الطرفين. وكانت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أعلنت الأسبوع الماضي توسيع عقوباتها ضد روسيا، لتشمل مزيداً من المسؤولين الروس ورجال الأعمال. وعلى هامش قمة الأمن النووي التي اختتمت في لاهاي أمس، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بأن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة واعتماد تقنيات مثل استخراج الغاز الصخري يجب أن يتصدرا أولويات السياسة الأوروبية، واصفاً أزمة القرم بأنها «صيحة تحذير» للدول المعتمدة على الغاز الروسي، وفي مقدمها ألمانيا، علماً أن روسيا تزود الاتحاد الأوروبي بنحو ثلث احتياجاته من النفط والغاز، ويمر نحو 40 في المئة من هذا الغاز عبر أراضى أوكرانيا. وأشار كامرون إلى احتياطات الغاز الصخري في جنوب شرقي أوروبا وبولندا وإنكلترا كأداة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة للمنطقة كلها، لكن استغلال الغاز الصخري يواجه احتجاجات في بريطانيا، بسبب الآثار البيئية للتقنية التي تتضمن تفجير صخور تحت الأرض باستخدام سائل عالي الضغط. وتمنع فرنسا وبلغاريا استخدام هذه التقنية. وكان اجتماع عاجل عقدته الدول الصناعية السبع الكبرى الاثنين تمخض عن اتفاق على أن يعمل الوزراء معاً للحد من الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، فيما اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على تسريع جهودهم لتعزيز أمن الطاقة عبر درس استيراد الغاز من الولاياتالمتحدة، وتجميع قوتهم الشرائية لتدعيم موقف الاتحاد في المفاوضات مع موسكو.