سيول، واشنطن، موسكو، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – صعّدت كوريا الشمالية حدة مواجهتها مع الدول المجاورة لها والغرب، بإجرائها أمس تجربة نووية ثانية خلال 3 سنوات، كما أطلقت 3 صواريخ قصيرة المدى، في خطوة أثارت تنديداً عالمياً وخصوصاً في موسكووبكين ومن قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعتبر ذلك «خطراً على السلام الدولي» يستوجب «تحركاً للأسرة الدولية». وكانت بيونغيانغ هددت بإجراء تجارب نووية وصاروخية، إذا لم يعتذر مجلس الأمن عن ادانته اطلاقها ما تقول انه «قمر اصطناعي للاتصالات» مطلع نيسان (أبريل) الماضي. واعتبر مجلس الأمن ان كوريا الشمالية اطلقت صاروخاً باليستياً، منتهكة بذلك العقوبات التي فرضت عليها العام 2006 بعد إجرائها تجربة نووية أولى واطلاقها صاروخاً باليستياً فوق اليابان. ويحظّر المجلس على بيونغيانغ إجراء تجارب نووية أو صاروخية. وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية ان بيونغيانغ «أجرت بنجاح تجربة نووية جديدة تحت الأرض في 25 أيار (مايو)، في إطار إجراءات تعزيز قوة ردعها النووي للدفاع عن النفس». وأضافت ان التجربة «أجريت في شكل آمن على مستوى جديد أعلى في ما يتعلق بقوتها التفجيرية وتكنولوجيا التحكم فيها»، نسبة الى التجربة التي أجريت في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006. وزادت ان «التجربة ستسهم في ضمان سيادتنا والاشتراكية والسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة». وأكدت وزارة الدفاع الروسية إجراء التجربة النووية على بعد 80 كيلومتراً شمال غربي مدينة كيلجو التي تقع في مقاطعة هامغيونغ شمال شرقي البلاد، حيث أجرت بيونغيانغ تجربتها النووية الأولى وكانت بقوة كيلوطن واحد. وأشارت موسكو الى ان قوة التجربة تتراوح بين 10 و20 كيلوطناً، وتضاهي بالتالي قوة القنبلتين النوويتين اللتين القتهما الولاياتالمتحدة على مدينتي هيروشيما وناكازاكي عام 1945. وبعد ساعات على إجراء التجربة النووية، أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية بإطلاق 3 صواريخ ارض-جو قصيرة المدى، في موقع «موسودان-ري» على الساحل الشمال الشرقي لكوريا الشمالية، وحيث أطلقت بيونغيانغ «قمرها الاصطناعي». في موسكو، هدد مسؤول كبير في السفارة الكورية الشمالية بأن بلاده ستجري «تجارب نووية أخرى» إذا «استمرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في سياسة الترهيب التي يتبعونها حيالها». واعتبرت الرئاسة الكورية الجنوبية أن التجربة النووية الكورية الشمالية «تشكل خطراً كبيراً على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا، كما تشكل تحدياً خطراً للنظام الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية». وشكلت طوكيو خلية أزمة، فيما اعتبر وزير الخارجية الياباني هيرفومي ناكاسوني ان التجربة تشكل «انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن، وتحدياً للأسرة الدولية وهذا يزيد التوتر». جاء ذلك في وقت أفادت وكالة «كيودو» اليابانية بأن لجنة في «الحزب الديموقراطي الحر» الحاكم في اليابان ستقترح، على رغم الدستور السلمي للبلاد، أن «تمتلك اليابان القدرة على ضرب قواعد العدو في إطار سياستها ذات التوجهات الدفاعية، من اجل عدم الجلوس وانتظار الموت». ودانت روسيا والصين التجربة الكورية الشمالية، إذ اعتبرتها موسكو «انتهاكاً آخر لقرار مجلس الأمن الرقم 1718، يثير التوترات في شمال شرقي آسيا ويهدد أمن المنطقة واستقرارها، وصفعة للجهود الدولية لتعزيز معاهدة الحد من الانتشار النووي». أما بكين حليفة بيونغيانغ، فأكدت «معارضتها بحزم تجاهل كوريا الشمالية اعتراض المجتمع الدولي وإجراءها تجربة نووية جديدة». ودعت «بحزم كوريا الشمالية الى احترام تعهداتها بتفكيك برنامجها النووي، ووقف أي عمل قد يسمم الأجواء والعودة الى المحادثات السداسية». في واشنطن، قال اوباما ان «محاولات كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، تشكل خطراً على السلام والأمن الدوليين، يستوجب تحركاً من الأسرة الدولية». واعتبر اوباما التجربة «تحدياً فاضحاً لمجلس الأمن»، مشدداً على ان «سلوك كوريا الشمالية يزيد حدة التوتر ويقوّض الاستقرار في شمال شرقي آسيا. مثل هذه الاستفزازات لا تؤدي سوى الى زيادة عزلة كوريا الشمالية». ورأى رئيس هيئة أركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن، ان كوريا الشمالية باتت تتخذ موقفاً «أكثر عدائية». وقال ان بيونغيانغ بمواصلتها «تطوير برنامج أسلحة نووية، تشكل تهديداً خطراً على الولاياتالمتحدة». وكشف مسؤول اميركي ان كوريا الشمالية أبلغت الولاياتالمتحدة بالتجربة النووية، قبل اقل من ساعة من إجرائها. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «قلقه العميق» حول التجربة، فيما أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا انها «تتطلب رداً حاسماً من المجتمع الدولي».