كشفت دراسة حديثة أن 54 في المئة من المرضى في السعودية الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، كان سببها نوع من أنواع ألم الأعصاب تنتج عن استثارة في جذور الأعصاب أو الضغط عليها. وأوضحت استشارية إعادة التأهيل في مستشفى الزهراء في القطيف الدكتورة لزلي الجشّي، أن الدراسة تعد الأكثر شمولية على مستوى المملكة العربية السعودية، ونفذت بعد أن تم تصنيف هؤلاء المرضى باستخدام أحد المقاييس العالمية لتحديد ماهية الألم. وجرى تطبيقها على مرضى 117 مركزًا طبيًا، تعالج عددًا من الأمراض، منها مراكز لعلاج آلام الأعصاب، ومراكز أخرى لجراحة الأعصاب الطرفية، ومراكز متخصصة لعلاج الألم، وغيرها من المراكز ذات العلاقة. وأشارت إلى أن الألم يعتبر أحد أهم أوجه معاناة الإنسان على مر العصور ومن أكبر همومه، ويصبح بالتالي تخفيف الآلام الشغل الشاغل لكافة العاملين في الحقل الطبي، بل يتجاوزهم ليشمل كل إنسان ذي قلب رحيم، مضيفة أن نسبة كبيرة من البالغين يعانون من آلام عابرة في أسفل الظهر في العديد من الأوقات، مستشهدة بإحصائية عالمية تشير إلى أن ما نسبته ثمانين في المئة من العاملين، قد يفقدون وظائفهم في بعض الأحيان بسبب هذه الآلام، إلّا أنّهم يعودون إلى نشاطهم الطبيعي في غضون ما يقارب الشهر من ظهور الأعراض المؤلمة في أسفل الظهر. جاء ذلك خلال انطلاق الحملة التوعوية الطبية «تعرّف على ألمك وتغلب عليه» في المنطقة الشرقية أول من الأمس، والتي تسعى إلى التعريف بالآلام الطرفية باعتبارها حالة مرضية معقدة التشخيص، وعادة ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ؛ مما يؤدي إلى التعامل معها بشكل لا يؤدي إلى علاجها بطريقة ملائمة، وذلك باتفاق معظم الأطباء المتخصصين في آلام الأعصاب. وأبانت في محاضرتها التوعوية أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث آلام في أسفل الظهر تكمن بوجود مشكلة في الأعصاب أسفل الظهر تكون مستثارة ومضغوط عليها، ويعزى سببها إلى العديد من العوامل منها، حدوث ضغط من قبل غضروف في العمود الفقري على الأعصاب، و حدوث خشونة في غضروف الرقبة والظهر، وضيق في القناة الشوكية في الظهر، والإصابات الناتجة عن الحوادث، إضافة لحدوث بعض التشوهات في العمود الفقري، مؤكدة أن هذه العوامل تؤدي إلى شعور المريض بألم حارق (حرقان) أو وخز الإبر أشبه ما يكون بالصعق ، كما أنها قد تمتد إلى الفخذ أو أسفل الساق وحتى القدم. وعللت عدم استجابة الألم للمسكنات العادية بأن المسكنات التقليدية تعمل على تسكين الآلام بشكل عام، ولكن الآلام المتعلقة بالأعصاب تحتاج إلى نوع آخر من المسكنات لعلاج آلام أسفل الظهر التي سببها اعتلال في الأعصاب. وطمأنت الجشّي المصابين بآلام أسفل الظهر بوجود أدوية لعلاج هذه الآلام وقالت «كلما تم تشخيص ألم الأعصاب بشكل أسرع، وأعطى العلاج الملائم مبكراً كانت النتيجة أفضل بنسبة كبيرة، مما يعود بالأثر الإيجابي الكبير على حياة المرضى والعيش بشكل أفضل، مشيرة إلى وجود طرق علاج مختلفة تلائم كل شخص، مشددة على أن الطبيب هو الشخص الأقدر على اختيار العلاج الأفضل والملائم للمريض سواء أكانت أدوية كيميائية لعلاج ألم الأعصاب، أو العلاج الطبيعي، أو التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد، مع وجود سبل ووسائل للدعم النفسي لمساعدة المريض على التأقلم مع الألم وتقنيات الاسترخاء.