دافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن إقامة سور يحيط ببغداد، ما بدا أنه رد على كتلة «اتحاد القوى الوطنية» (السنية) التي اعتبرت الهدف منه اقتطاع أجزاء من الأنبار، وضمها إلى العاصمة وبابل، فيما أكدت مصادر عسكرية أن السور «إجراء أمني يسبق معركة الفلوجة الثالثة». ورأت وسائل إعلام في بيان ملتبس أصدره العبادي في ساعة متأخرة ليل أول من أمس أنه رفض لإنشاء السور. لكن الناطق باسم الحكومة سعد الحديثي أكد أمس أن الحكومة مع إقامته. وقال ل «الحياة» أن «السور إجراء أمني لا يحمل دوافع سياسية وليس من غايات ديموغرافية أو سياسية وراء بنائه»، مضيفاً أن «الحكومة مع بناء السور لضمان عدم حصول خروقات أمنية واستغلال مزارع محيطة بالعاصمة لهذا الغرض». إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى ل «الحياة» أن «توقيت بناء السور جاء متزامناً مع اقتراب معركة تحرير الفلوجة المتاخمة لحدود بغداد الغربية، ولا تبعد عن وسط العاصمة سوى 60 كلم»، معتبرين «عملية التحرير من دون حماية العاصمة محكومة بالفشل». فقوات الأمن وفصائل «الحشد الشعبي» لم تستطع إحكام الطوق على «داعش» في المدينة على رغم عشرات العمليات التي أطلقتها الحكومة منذ عامين، كما أنها لم تتمكن من اختراق بلدات محيطة. وتكمن خطورة الفلوجة بارتباطها الوثيق ببغداد عبر طرق زراعية وعرة يمتلك «داعش» خبرة في جغرافيتها، فمن بلدة الكرمة يستخدم طريقاً يمتد من قرى ابراهيم بن علي وسبع البور وصولاً إلى التاجي والطارمية شمال العاصمة. ويتسلل من المنفذ الشرقي، عبر قرى زوبع والزيدان وصولاً إلى منطقة أبو غريب، ومن منطقة الرفوشيتسلل إلى منطقة صدر اليوسفية وجرف الصخر، شمال بابل. ويعتقد الخبراء العسكريون أن الهزيمة التي تلقاها «داعش» في الرمادي، واقتراب معركة تحرير الفلوجة قد تدفعه إلى شن هجمات على بغداد لتشتيت جهود قوات الأمن، ويؤكدون أن عملية برية لتحرير المدينة محفوفة بالمخاطر من دون تأمين العاصمة، وهذا ما تسعى إليه الحكومة ببناء سور اسمنتي علوه 3 امتار مع خندق أمامه يبلغ عرضه ثلاثة أمتار. وتعود فكرة إنشاء السور إلى الحرب المذهبية بين 2006 و2007، وتبنى الجيش الأميركي حينها بناءه لتحجيم أعمال العنف، ولكن الحكومة رفضت الفكرة، واستبدلت لاحقاً بأسوار أمنية في محيط كل منطقة في بغداد وأبرزها الأسوار الاسمنتية في احياء الدورة والسيدية والكاظمية والغزالية والشعلة.