حذر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي ان الحكومة المركزية من «سقوط ناحية عامرية الفلوجة في يد إرهابي داعش لما تتمتع به من موقع استراتجي قد يهدد بغداد ومحافظتي كربلاء وبابل». وهدد باللجوء إلى «المجتمع الدولي طلباً للمساعدة إذا لم تستجب الحكومة». وأضاف في تصريح إلى «الحياة» ان «العامرية هي المدينة الاستراتجية الوحيدة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، وتعد من مناطق حزام بغداد ولديها حدود مع العاصمة ومحافظتي بابل وكربلاء كما ان لها حدوداً مع ناحية جرف الصخر وسقوطها يعني تعريض هذه المناطق الى خطر حقيقي». وزاد ان «العامرية محاصرة منذ 10 اشهر وقد صدت خطر داعش الا ان ما يقلق اليوم هو امتلاك التنظيم مدرعات ودبابات وليس لدى العشائر والقوات المحلية سوى أسلحة بي كي سي وكلاشنيكوف وبعض الاحاديات. وإذا سقطت يكون داعش استكمل السيطرة على الأنبار، ومن يقاتل اليوم في العامرية يقاتل نيابة عن بغداد وعن المحافظات الجنوبية واذا لم تتم الاستجابة الى دعوات مجلس المحافظة وتقديم الدعم المطلوب فمن المتوقع ان تلقي العشائر السلاح لأنها لن تستمر في القتال نيابة عن احد». واعتبر ان الحل الوحيد لانقاذ الانبار «هو التدخل المباشر... الاجنبي حصراً». وعن الاطراف السياسية الرافضة هذا التدخل قال: «سيكون لنا لقاء مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وسنؤكد له أننا لن نبقى نقاتل بالنيابة، واذا استمرت الحكومة في تجاهل مطالب المحافظة سنتوجه مباشرة الى المجتمع الدولي لمنع حدوث مجزرة في المحافظة يرتكبها عناصر داعش». الا انه اعتبر ان «معركة داعش في عامرية الفلوجة ليست بالسهلة لعدم وجود حواضن داخل الناحية». وكان رئيس مجلس ناحية عامرية الفلوجة شاكر محمود أعلن أن عناصر التنظيم ضيقوا الخناق على الناحية من ثلاثة محاور، مبيناً انهم حشدوا مقاتلين وأسلحة في منطقة زوبع والحصي والعويسات». وطالب «الحكومة المركزية بدعم عسكري بري وجوي لأن الأسلحة والاعتدة التي تمتلكها القوات الأمنية واستدعت لجنة الامن والدفاع البرلمانية عدداً من الضباط في قيادتي صلاح الدين والأنبار ووزارة الدفاع للوقوف على «الإخفاقات» المتكررة لقوات الجيش، وتقدم التنظيمات المسلحة في تلك المناطق. من جهة اخرى، أكد الامين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري أن «تحرير محافظة ديالى سيتم خلال الاسابيع المقبلة»، وقال في كلمة خلال احتفال ديني في النجف أن «الوضع في ناحية جرف الصخر، شمال بابل معقد، وأشار الى ان «الوضع الامني في بغداد ومحيطها مطمئن». وتابع ان «محافظة الأنبار هي المنطقة الوحيدة التي ليست فيها فصائل مقاومة». إلى ذلك، أكد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي من النجف أيضاً أن بغداد «محصنة أمنياً وان اثارة الاشاعات هي حرب نفسية بعد هزيمتهم»، داعياً الاعلاميين الى «ضرورة نفي تلك الشائعات والعمل على طمأنة الناس» كما دعا «السياسيين ترك الخلافات التي لن تؤدي الا الى مزيد من التدهور في الاوضاع، وضرورة تقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة»، واعتبر «تنظيم داعش جزءاً من مشروع سياسي في المنطقة». رئيس «المجلس الأعلى» عمار الحكيم توقع أن تشهد الأيام المقبلة «هزيمة كبرى لداعش»، وقال إن «الداعشيين يريدون أن يصنعوا لأنفسهم وجوداً في هذا البلد ولكنهم لا يعرفون أن الشعب العراقي قوي لا يخشاهم»، وأعرب عن «قلقه من الإشاعات والحرب النفسية التي تحاول إظهار التنظيم اكبر من طاقته بألف مرة»، لافتاً إلى أن «بغداد السلام ستبقى في أمان وسلام ولن يقترب منها الداعشيون ولن يلطخوها بدناءتهم».