رأى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، أن «انتخاب رئيس للجمهورية يشكّل المدخل الحقيقي والعملي لمعالجة كل القضايا، وفي مقدّمها قضية الإخفاقات السياسية وتعطيل عملية اتخاذ القرارات الحكومية وإقرار التشريعات البرلمانية»، مشدداً على «أهمية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها، وعلى وجوب احترام جميع الاستحقاقات والتقيّد بالأصول والقواعد القانونية والدستورية». وكان المجلس عقد جلسة في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، افتُتحت وفق بيان «بتلاوة سورة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاغتياله»، داعياً إلى جعلها «مناسبة وطنية جامعة، فهو الشهيد الذي عمل لكل لبنان من دون تمييز بين طوائفه ومناطقه». وانتقد المجتمعون «ظاهرة تبادل الاتهامات بين عدد من الوزراء في الحكومة اللبنانية بعدم احترام التوازنات الطائفية في التعيينات الإدارية»، معربين عن خوفهم من «تحويل الاهتمام عن قضية الشلل الإداري وتعطيل عمل مؤسسات الدولة الى الاهتمام بأمور خلافية كان يمكن معالجتها في الإطار الإداري الرسمي». ودعوا المسؤولين إلى «تحمّل مسؤولياتهم الوطنية في حماية لبنان الدولة والكيان والرسالة من التحديات الخطيرة التي يواجهها، والتي تشكّل خطراً على مستقبله»، مناشدين المسؤولين في الدولة «إيلاء الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية المتردية اهتماماً استثنائياً، لما لهذا التردي من نتائج سلبية خطيرة». وأشادوا ب «العملية العسكرية الموفّقة التي قام بها الجيش اللبناني في عرسال لقطع الطريق أمام أي محاولة لاستدراج الفتنة إلى لبنان، وبالموقف الوطني المشرف لأهالي بلدة عرسال في التصدي للإرهاب والتعاون مع الجيش اللبناني للحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستقراره». ونوّه المجتمعون بنتائج المؤتمر الدولي في لندن لدعم سورية، معتبرين «أن الدعم الحقيقي الذي تحتاج إليه سورية والمنطقة يكون بوقف آلة القتل والتدمير والتهجير والتجويع، ومساعدتها على الخروج من النفق الدموي المظلم الذي تعاني منه منذ أكثر من أربع سنوات»، لافتين الى «أن الدعم الدولي للحدّ من الهجرة شيء والدعم الدولي لتحقيق حل سياسي شيء آخر»، ومؤكدين «وجوب الحفاظ على وحدة سورية وعلى كرامة الشعب السوري الشقيق الذي يتعرّض لشتى أنواع القهر والتعذيب».