سلّم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لم يُكشَف عن محتواها، فيما بدأ ملك المغرب محمد السادس مساء أول من أمس زيارة إلى المحافظات الصحراوية هي الثانية منذ 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ورجحت مصادر مأذون لها أن تكون الرسالة المغربية على علاقة بتطورات ملف الصحراء الغربية، قبل أقل من 3 أشهر على اجتماع مجلس الأمن لمناقشة تمديد ولاية بعثة ال «مينورسو» وتقويم مسار المفاوضات العالقة. ويُتوقَّع أن يزور بان كي مون المحافظات الصحراوية في آذار (مارس) المقبل، لتفعيل مسار التسوية السلمية المنبثقة من قرارات مجلس الأمن الداعية إلى «حل سياسي» لنزاع الصحراء، بعد إخفاق الموفد الدولي كريستوفر روس في محاولات عدة لجمع أطراف الصراع لاستئناف المفاوضات. ويراهن الأمين العام في زيارته المرتقبة إلى الصحراء على منح نَفَس جديد لمبادرة الموفد الدولي كريستوفر روس، لكن الرباط باتت تشترط ضم الجزائر كطرف معني بالنزاع، بعد أن شاركت في جولات سابقة رعاها الوسيط الدولي بيتر فان فالسوم كطرف مراقب إلى جانب موريتانيا. وترهن جبهة «بوليساريو» إحراز أي تقدم بالعودة إلى خيار الاستفتاء، بينما تتمسك الرباط بصيغة الحكم الذاتي الذي اقترحته على الأممالمتحدة في العام 2007. وتضغط فاعليات سياسية في المغرب من أجل تنفيذ خطة الحكم الذاتي، بصرف النظر عن مآل مساعي الأممالمتحدة التي تواجه صعوبات حقيقية. وبدأ المغرب بعد انتخابات نهاية العام الماضي في تنفيذ «النظام الجهوي» الذي يقضي بمنح المنتخَبين المحليين صلاحيات واسعة في تدبير شؤون المحافظات الصحراوية وغيرها من الأقاليم. في غضون ذلك، بدأ الملك محمد السادس مساء أول من أمس زيارته الثانية إلى المحافظات الصحراوية منذ 6 تشرين الثاني الماضي، حين قال أن الرباط لن تقدم أي تنازل آخر لتعويض خطة الحكم الذاتي، معتبراً أنها «أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه». وزاد أن بلاده «ترفض أي مغامرة، غير محسوبة العواقب، ستكون لها تداعيات خطيرة، أو أي اقتراح فارغ ودون جدوى، سيكون محاولة نسف الدينامية الإيجابية التي أطلقتها مبادرة الحكم الذاتي». وأشار إلى أن صادرات الفوسفات من إقليم الصحراء لا تمثل سوى 2 في المئة من المخزون الوطني. وخصص سكان العيون كبرى محافظات الصحراء الغربية استقبالاً شعبياً حافلاً للملك الذي سيدشن مشاريع إنمائية في المنطقة.