قبل ساعات من مناظرة أُجريت أمس، رفضت هيلاري كلينتون التي تسعى الى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، احتكار خصمها بيرني ساندرز «التقدمية»، فيما سخر السيناتور الجمهوري تيد كروز من اتهامات وجّهها منافسه دونالد ترامب بأنه فاز في ولاية آيوا ب «التزوير»، مطالباً بإعادة الاقتراع. كلينتون التي تستعد لمواجهة قاسية مع ساندرز في المحطة الثانية من الانتخابات التمهيدية، في ولاية نيوهامشير الثلثاء المقبل، اذ تتخلف عنه في استطلاعات الرأي، قالت خلال لقاء في مقر بلدية ديري في الولاية: «أنا مرشحة ديموقراطية أحقق نتائج وأطمح لأكون رئيسة تقدمية تحقق نتائج. لفت انتباهي ان اسمع ان السيناتور ساندرز نصّب نفسه مدافعاً عن تعريف التقدمية. أعتقد بأن الأمر ليس مفيداً ان يجري السيناتور مقارنات مشابهة، لأننا نتقاسم عدداً كبيراً من الآمال والتطلعات ذاتها لبلادنا». واستدركت: «أتقبّل أن امامي عمل لأوصل رسالتي، وما حققته وما علي ان أفعله من اجل الشباب في بلادنا». وعلّق ساندرز بأنه «يكّن احتراماً لكلينتون على مسيرتها الطويلة والمميزة»، مستدركاً ان «هناك مسائل لا تتمتع فيها بالتقدمية». وكان المرشح الاشتراكي خسر بفارق ضئيل جداً امام كلينتون في انتخابات آيوا، لكنه نال تأييد 84 في المئة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 17-29 سنة، علماً أنه أثار حماسة لدى الناخبين الشباب، بحملته المعادية لأوساط الأعمال والداعية الى مكافحة الفقر. وفي الحزب الجمهوري، لم يهضم ترامب خسارته في آيوا امام كروز، بعد تقدّمه في استطلاعات الرأي، اذ كتب على موقع «تويتر»: «تيد كروز لم يفز في ولاية آيوا، بل سرق ذلك. ولذلك كانت الاستطلاعات خاطئة جداً، وهذا سبب حصوله على أصوات اكثر مما كان متوقعاً». وأضاف: «بناءً على التزوير الذي ارتكبه السيناتور تيد كروز خلال انتخابات آيوا، يجب تنظيم عملية تصويت جديدة، او إبطال نتائج كروز». واتهم خصمه بأنه قال قبل التصويت إن بن كارسون، وهو مرشح جمهوري، انسحب من السباق، وزاد: «صوّت كثيرون لكروز بدل كارسون، بسبب هذا الغش». كما اتهم ترامب كروز ب «الكذب»، مشيراً الى انه «قال لآلاف من الناخبين» ان البليونير «كان مؤيداً قوياً» لبرنامج الرعاية الصحية الذي نجح الرئيس باراك أوباما في إقراره. وعلّق كروز ساخراً من «نوبة غضب شديدة أخرى لترامب»، معتبراً أنه «غاضب جداً من سكان آيوا الذين نظروا الى سجله». وأضاف: «استيقظ كل يوم وأضحك على آخر تغريدات دونالد. إنه يتداعى. نحتاج الى قائد أعلى للقوات المسلحة، لا الى مغرّد أعلى للقوات المسلحة. نحتاج الى شخص يتمتع بحسن تقدير وبرباطة جأش، لإبقاء البلد آمناً. لا أعرف أي شخص يمكنه ان يكون مرتاحاً، بوجود شخص يتصرّف بمثل هذه الطريقة وأصبعه دوماً على الزناد». ووسط جدال ترامب – كروز، انسحب المرشحان الجمهوريان راند بول وريك سانتوروم. سانتوروم الكاثوليكي المحافظ كان فاز في آيوا في الانتخابات التمهيدية عام 2012، لكنه لم ينل سوى 1 في المئة من الأصوات في اقتراع الاثنين. وكتب على «تويتر»: «هذه السنة لم تكن سنتنا». ودعا مؤيديه الى انتخاب ماركو روبيو. اما بول الذي ركّز على الحقوق الفردية والخصوصية، فحلّ خامساً في آيوا. في غضون ذلك، ندد أوباما خلال زيارته الأربعاء للمرة الأولى في عهده، مسجداً في الولاياتالمتحدة، بخطاب «بغيض» يستهدف المسلمين، في اشارة ضمنية الى هجمات شنّها مرشحون جمهوريون، بينهم ترامب وكارسون. وقال أثناء الزيارة في بالتيمور بولاية ميريلاند: «علينا أن نفهم أن الهجوم على أي دين، هجوم على كل الأديان. سمعنا أخيراً خطاباً غير مبرر ضد المسلمين الأميركيين، تصريحات لا مكان لها في بلادنا». وشدد على وجوب عدم الخلط بين «جزء صغير من المسلمين ينشر رؤية منحرفة للإسلام» و «غالبية كبرى من مسلمي العالم الذين يرون في دينهم مصدراً للسلام». وخاطب الحاضرين قائلاً: «أنتم لستم مسلمين أو أميركيين، أنتم مسلمون وأميركيون. ليس عليكم الاختيار بين إيمانكم ووطنيتكم».