ترافق التصعيد العلني بين الولاياتالمتحدةوايران اثناء مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في الاممالمتحدة، مع محادثات اجراها الاميركيون مع اعضاء في مجلس الامن وجهات عربية حول مشروع قرار دولي لتعزيز العقوبات على طهران. ونقلت مصادر عن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قولها انها ابلغت نظيرها البرازيلي ووزراء آخرين اعتبار الولاياتالمتحدة زيارة الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الى طهران منتصف الشهر الجاري الفرصة الديبلوماسية الاخيرة قبل تسريع التوجه نحو قرار العقوبات في مجلس الامن. وفي الوقت ذاته سعت الديبلوماسية الاميركية الى طمأنة الدول العربية الى حسن نواياها والتزامها قرار العام 1995 الذي تعهدت الاسرة الدولية بموجبه تحويل منطقة الشرق الاوسط الى منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الاسلحة النووية. واجتمعت كلينتون بوزراء خارجية دولة الامارات العربية الشيخ عبد الله بن زايد، والجزائر مراد مدلسي والمغرب الطيب الفاسي الفهري والاردن ناصر جودة في اطار اجتماع مع مجموعة محدودة من وزراء خارجية في دول عدم الانحياز. وكانت كلينتون أكدت في خطابها امام المؤتمران الادارة «تدعم الجهود الرامية لانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط»، لكن خلال لقائها مع الصحافيين لاحقاً قالت أنه «نظرا لعدم وجود سلام شامل في المنطقة وبسبب المخاوف من عدم امتثال بعض البلدان لضمانات معاهدة عدم الانتشار، لا توجد ظروف ملائمة لمثل هذه المنطقة حتى الآن». واضافت «ولكن نحن على استعداد لدعم تدابير عملية للتحرك نحو هذا الهدف» من دون ان توضح ماهية هذه «التدابير العملية». كما ابلغت الديبلوماسية الروسية والاميركية المجموعة العربية في الاممالمتحدة بأنها تريد الاجتماع معها لبحث عناصر الورقة الروسية - الاميركية التي وضعت شروطاً لتفعيل تنفيذ القرار 1995 وجدها العرب سلبية جدا. وشدد الوزراء العرب الاربعة الذين شاركوا في المؤتمر على مركزية القرار 1995 في انجاحه. وقال وزير خارجية الامارات ان بلاده «تدعم تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية كحق مكفول لكل الدول الاطراف» لمعاهدة عدم الانتشار. ورأى ان على «الدول المطورة لبرنامج الطاقة النووية اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز الثقة ومعالجة أي مخاوف يطرحها المجتمع الدولي حول سلمية برنامجها، لا سيما في عالم يشكل فيه الانشار النووي مصدر قلق كبير». وزير خارجية الجزائر قال أن انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية ومن اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط «لا يزال رهينة لرفض إسرائيل الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي ووضع منشآتها النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وشدد الوزير الاردني على ان عدم التقدم في تنفيذ القرار 1995 «أمر غير مفهوم، إذ إن عدم انضمام اسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار وبالتالي اخضاع منشآتها النووية كاملة لنظام الضمانات الشاملة الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لا ينال فقط من مصداقية المعاهدة ومن مضمون الالتزامات الدولية بل ويجعل من معاهدة عدم الانتشار مصدر عدم الاستقرار في الشرق الاوسط». وابدى الوزير المغربي الاسف «لأن المجتمع الدولي لم يتوصل الى تفعيل قرار الشرق الاوسط بالرغم من مرور 15 سنة على تبنيه». و شدد الوزير الطيب الفاسي الفهري على أن «المملكة المغربية تلح على ضرورة اتخاذ الاجراءات الفعلية و الملموسة لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي كمرحلة اساسية لبناء الثقة بين دول المنطقة و ارساء الامن و السلم الدوليين. وأضاف «يؤكد المغرب على اهمية خلق الآليات الضرورية لتحقيق هذا المسعى». وانتقلت رئاسة مجلس الامن لشهر ايار (مايو) الى لبنان، وعقد السفير نواف سلام مؤتمراً صحافيا عرض فيه جدول اعمال المجلس الذي خلا من بند ايران. وقال ردا على اسئلة الصحافة «لا يوجد بند على جدول الاعمال» في موضوع ايران «ولم يطلب الاعضاء طرح الموضوع في ايار (مايو)». واضاف سلام ان لبنان سيتصرف في هذا الشأن «وفقا لمصالحه الوطنية» وانه لا حاجة للخلط بين «البرتقال والتفاح» اي، بين رئاسة لبنان لمجلس الامن وبين مواقف لبنان من المسائل المطروحة امام مجلس الامن.