أسدل الستار أخيراً على مهرجان الشباب للأفلام في السعودية، بإعلان الفائزين وتوجت لجنة التحكيم المكونة من الكاتب عبده خال، والمخرجة السعودية الشابة عهد كامل، والفنان الدكتور عبدالإله السناني الفائزين بجوائز المهرجان، وحصلت الطالبة في جامعة عفت ريهام جوهر على جائزة أفضل فيلم وثائقي للطلبة عن فيلمها «أنا»، وحاز المخرج محمد الهليل على جائزة أفضل فيلم روائي قصير عن فيلم «ماطور». وذهبت جائزة أفضل سيناريو لفيلم «حوار وطني»، وجائزة أفضل تصوير لفيلم «صراع»، وجائزة أفضل مونتاج لفيلم «باص 321»، وجائزة أفضل ممثل للممثل الشاب خالد صقر بطل فيلم «عطوى»، وجائزة أفضل مخرج للمخرج عبدالعزيز الشلاحي عن فيلم «عطوى»، وجائزة أفضل فيلم وثائقي للمخرج أسامة الخريجي عن فيلم «رواحل»، وأخيراً جائزة أفضل فيلم روائي قصير للمخرجة هند الفهاد عن فيلم «بسطة». ومن بين 103 أفلام تم اختيار 33 فيلماً للدخول في المسابقة، التي تم إعلانها في وقت ماضٍ للمهرجان، الذي تخلله أيضاً سبع ورش تفاعلية لإثراء المهرجان، إذ تعتبر السينما وصناعتها محط جدل واسع بين أفراد المجتمع في السعودية، ولكن هذا المهرجان عمل على جذب الكثير من عشاق السينما من شرائح عمرية مختلفة. وحضر المهرجان كوكبة من أهل الفن والإعلام، واستمر ثلاثة أيام تخللها عروض مستمرة لتجارب الشباب السينمائية، في تجربة هي الرسمية والأولى من نوعها تحت جناح النادي الأدبي في جدة وبقيادة المخرج السعودي ممدوح سالم. وحول فكرة فيلم «بسطة»، قالت المخرجة الشابة هند الفهاد ل«الحياة»: «إن فكرة الفيلم بدأت منذ سنوات طويلة حينما اقترحت عليها إحدى الصديقات تجسيد فكرة الفيلم بصورة وثائقية عن بائعات البسطات في الأسواق الشعبية، ولصعوبة الانتاج تُركت الفكرة فترة من الزمن». وتقول الفهاد عن تجربتها الإخراجية الأولى: «استلهمت شخصية الفيلم الرئيسة من سيدة بسطة في مدينة حائل (أم حسين)، ومن خلال البسطة استطاعت أن تجعل أبناءها في مراكز علمية عالية، وبعد كتابتي للنص كانت المرحلة الأصعب والأهم وهي مرحلة إنتاج الفيلم، والتي كانت تحدياً حقيقياً في البداية، وكنت أرى وأشاهد الفيلم في أماكن موجودة في مدينة الرياض، فالمدن تمنحك إحساساً وتشعر بالقصة فيها كثيراً». وترى الفهاد أن المجتمع السعودي لديه قضايا وقصص كثيرة تستحق أن تروى وتحكي بصرياً، بينما ترفض فكرة احتكار قضايا المرأة في الطرح، لأنه على حد رأيها أن القضايا التي فازت في عدد من المهرجانات هي قضايا إنسانية قبل أن تكون سعودية، والفكرة في القيمة الإنسانية والفنية للعمل وليس بإثارة قضايا لأجل الإثارة فقط. واستشهدت بتجارب سينمائية سعودية نسائية مهمة حققت حضوراً دولياً، ولم تكن القضايا النسائية هي محورها الأول مثل شهد أمين في فيلم «حورية وعين»، وعهد كامل في فيلم «القندرجي»، وهناء العمير في فيلم «شكوى».