نقل نواب عن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري قوله إن على اللبنانيين الإفادة من اللحظة القائمة لمواجهة كل الاستحقاقات وأولها انتخاب رئيس الجمهورية»، مؤكداً أن لبنان «ثمرة ناضجة، وقطافها الآن أفضل قبل أن تسقط في المستقبل». وأعرب بري خلال لقاء الأربعاء النيابي عن ارتياحه إلى قرار مجلس الوزراء تأمين الاعتمادات اللازمة لإجراء الانتخابات البلدية، مشيراً إلى «أننا كنا أول المؤيدين لإجرائها في موعدها». وكشف «أن حركة «أمل» و«حزب الله» قطعا شوطاً في التحضير لهذا الاستحقاق». واعتبر بري «أن عودة الحكومة إلى عقد جلساتها بشكل طبيعي يستوجب استئناف جلسات المجلس النيابي لمواكبة هذا المسار والقيام بواجبه ومسؤولياته التشريعية». وكان بري قرر تأجيل موعد جلسة انتخاب الرئيس ساعة واحدة الاثنين المقبل «بسبب بدء زمن الصوم عند الطوائف المسيحية». وقال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في تغريدات له عبر «تويتر»: «يبدو أن رئيسنا المستقبلي آت على سجادة إيرانية». وأضاف: «هل يستطيع النواب اتخاذ القرار؟ أشك في ذلك. نحن أشبه بالبطة القابعة في الوقت الذي يقرر عنا سوانا. كل شيء أسود الآن، وقوى الظلام، عفواً التنوير، غير مستعجلة. وعليه دعونا «نتحزّر» بسذاجة حول رئيسنا المستقبلي المحبوب ونمجّد القائد القوي إلى الأبد». وتوقع جنبلاط في حديث إلى «سكاي نيوز - عربية»، «عودة الهيمنة السورية في شكل مباشر إلى لبنان، من دون أن تشمل عودة للقوات السورية»، مشيراً إلى أن «المطلوب تطويع لبنان». وقال: «لبنان قد يصبح محافظة جديدة في «سورية المفيدة» التي يسعى المحور السوري الإيراني إلى إقامتها، والتي تمتد من درعا إلى طرطوس واللاذقية، وتشمل لبنان أيضاً». واعتبر وزير العمل سجعان قزي بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «حزب الكتائب ليس متعاطفاً مع هذا المرشح الرئاسي أو ذاك، هو يريد أن تحصل الانتخابات الرئاسية، وحين يصبح الحديث جدياً نجلس مع كل المرشحين، لأن ليس لدينا فيتو على هذا أو ذاك، والمرشح الذي يلتقي مع مبادئنا وشعاراتنا وثوابتنا يكون المرشح الذي نؤيده، علماً أن المرشح الأساسي والأصيل للحزب هو الرئيس أمين الجميل، ولا نريد أن يطرح اسمه في هذا البازار الذي لا نعرف كيف يبدأ وكيف ينتهي. لدينا مرشحون جديون، ولدينا مرشحون هزليون، نواب موجودون، مكان الانتخاب موجود، إذاً لا شيء يمنع حصول الانتخابات إذا كان الأمر متعلقاً فقط بالداخل». ورأى أن «هناك أطرافاً لبنانيين يربطون مصير رئاسة الجمهورية في لبنان بمصير أنظمة المنطقة وكياناتها وحروبها وتسوياتها، والفراغ ورقة في يدهم للمقايضة والمفاوضة في الشرق الأوسط على حساب الكيان اللبناني والدولة». وشدد على أن «العلاقة بين «الكتائب» و«تيار المستقبل» على أفضل حال ومن مصلحة كل اللبنانيين دعم الخط المسلم السني المعتدل المنفتح الذي يمثله تيار المستقبل». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابي محمد الحجار في حديث إلى إذاعة «الشرق» أن «إيران حالياً لا تريد انتخاب رئيس، و«حزب الله» مكلف ابتداع الأساليب والطرق لتبرير هذا الهدف الإيراني وهنا تكمن المشكلة، فلكل فريق الحق في أن يرشح من يريد ويدعم ترشيح من يريد ولتمارس اللعبة الديموقراطية بحسب الدستور وليذهب الجميع إلى المجلس النيابي. للأسف هذا الأمر لا يتماشى مع التعطيل الإيراني للاستحقاق الرئاسي لارتباطه بالمصلحة القومية الإيرانية على ضوء المفاوضات الجارية في المنطقة»، مشيراً إلى «أن جلسة 8 شباط قد تكون اختبار للنوايا والصدقية». واعتبر عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي فؤاد السعد أن «فشل المبادرات في الوصول إلى حل لأزمة الرئاسة، واصطدام أصحابها حلفاء الصف الواحد بتمسك كل منهم بمرشحه، أدخل الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة من جديد». وإذ لفت إلى «أن السعي لانتخاب رئيس إن من 8 أو من 14 آذار مسدود الأفق وغير قابل لاجتياز حاجز الانقسامات العمودية بين الفرقاء السياسيين»، أكد أن «حل المعضلة لا يزال بعيداً في ظل تحكم إيران من خلال حزبها الإلهي في لبنان بالآلية الدستورية لانتخاب رئيس»، داعياً «إلى العودة سريعاً إلى فكرة الرئيس التوافقي، خصوصاً أن اللبناني ليس اللاعب الوحيد على أرضه». إلى ذلك، انتقل النائب مروان حمادة إلى الرياض لحضور المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية في دورته الثلاثين، ويحل اليوم متحدثاً أساسياً في ندوة بعنوان «الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذاكرتهم».