فشل أعضاء مجلس النواب اللبناني أمس في انتخاب رئيسٍ جديد للبلاد، وكانت الجولة الانتخابية الأولى قد جرت أمس وتقدم فيها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع إلا أنه لم ينل عدداً كافياً من الأصوات ليفوز بالرئاسة. وحصل مرشح قوى 14 آذار المفضل سمير جعجع على 48 صوتا فيما نال مرشح وليد جنبلاط النائب هنري حلو 16 صوتا بينما قررت قوى 8 آذار التصويت بأوراق بيضاء بلغ عددها 52 وحصل رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل على صوت واحد وتمّ إلغاء 7 أوراق. وأعلن نبيه برّي أن الجلسة المقبلة تتطلب حضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي (86 نائبا) على أن يتمّ الإنتخاب بالأكثرية المطلقة أي أن فوز الرئيس المقبل يتطلب 65 صوتا نيابيا. وبعد انتهاء الجلسة الأولى أعرب مصدر دبلوماسي غربي ل"الرياض" عن "الإرتياح لسير العملية الديموقراطية التي تحترم عمل المؤسسات الدستورية وهو ما يعوّل عليه المجتمع الدولي وخصوصا مجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان". وقال المصدر الدبلوماسي أن "أي تأجيل للإنتخابات الرئاسية الى ما بعد تاريخ 25 مايو المقبل سيدخل لبنان في المجهول وخصوصا في ظلّ الحرب السورية المستعرة والتي من المتوقع أن تطول بعد فشل مفاوضات جنيف وعدم وجود ايّ أفق لحلّ سياسيّ عتيد من هنا أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وهذا يحتّم وجود حكومة قوية ورئيس جديد". وفي أول تعليق له على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، نوّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بإجراء هذا الاستحقاق الكبير "باعتبار أنه للمرة الأولى منذ زمن طويل، تكون الانتخابات الرئاسية في لبنان، لبنانية وجديّة، وكنا نتمنى أن يكون للفريق الآخر مرشح في المقابل، وسنبقى على تواصل مع الفريق الآخر والوسطيين حتى بعد انتهاء هذه الجلسة". ولفت جعجع الى ان "قوى 14 آذار فتحت المجال لأول مرة لانتخابات جديّة، وهذه الجلسة هي تجربة ولكنها ليست مناورة". بدوره قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد: "وجودي هنا للتأكيد بأن هذا الترشيح هو لكل قوى 14 آذار، فالدكتور جعجع هو مرشحنا لكل الدورات وليس فقط للدورة الأولى". وأكّد سعيد أن "دعمنا لجعجع هو دعم للخيار السياسي والخط الوطني الجامع لكل أطياف 14 آذار". من جهته قال رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية "تبين أن لا أحد يمكن ان يشكل حوله التفاهم، لذلك انسحبنا من القاعة بعد انتهاء الدورة الاولى في انتظار الاجماع حول المرشح". يذكر أن عون أرجأ إعلان ترشحه للإنتخابات الرئاسية الى حين قيام توافق محلي ودولي في شأنه وهو يعتبر مرشحا لقوى 8 آذار. من جهته نفى النائب وليد جنبلاط استعداد تياره لتغيير مرشحه في الجولة الثانية وقال: "ليس لدينا مرشح آخر سوى النائب هنري حلو".