على إحدى القنوات الفضائية دارت حلقة جميلة حول نقاش مهم وموضوع أهم وهو عن الرجل «النسوانجي» أو «البصباص» كما يسمى في المجتمع. كان الضيف وهو طبيب نفسي متخصص في طب الأسرة والمجتمع راقياً جداً وحيادياً كرجل (رد على الموضوع بموضوعية ومن دون تحيز) نافياً أن تكون المرأة أو الزوجة هي السبب في هذا السلوك المرضي على رغم أنه فرق بين الرجل «النسوانجي» الذي يسعى جاهداً ولاهثاً إلى تكوين علاقات كثيرة (لترضي غروره) وبين الرجل الذي فقط يحب النظر ويطيل النظر إلى الأخريات جميلات أو غير جميلات ملتزمات أو متبرجات وأوعز هذا السلوك إلى طبيعة الرجل الفطرية واللاأحادية. الرجل و المرأة كائنان اجتماعيان يسعى كل واحد منهما إلى الحصول على السعادة والرضا والقبول لدى الجنس الآخر، البعض يكون هذا الشعور أو هذه الحاجة بمثابة هاجس مُلح يدفعه إلى إثبات نفسه بكل الطرق المقبولة وغير المقبولة والبعض لديه هذا الدافع ولكنه يهذبه بالضمير المستمد من الدين والعرف الاجتماعي والضمير الأخلاقي الذي يفرمله في اللحظات الحاسمة ويدفعه كل ما سبق لما يسمى بالإعلاء، والإعلاء كما فسره بعض المتخصصين هو الترفع وإحلال القيم المقبولة وتحويل الدافع غير المستساغ نفسياً إلى شعور آخر يحقق الراحة ويجلب الاحترام لصاحبه ويسمح له بالتعبير عن مشاعره ضمن إطار جميل. عودة إلى موضوع الحلقة الجميلة (التي قامت بإجراء مقابلة مع بعض السيدات من دول مختلفة عن/ ماذا تفعلين لو شعرتِ أو تأكدتِ أن زوج صديقتك الأنتيم «نسوانجي»؟ بعض السيدات رفضن إخبار الصديقة (الزوجة) لسبب منطقي؛ أنها من خلال عشرتها مع الزوج (من المؤكد أنها تعرف طباعه وأخلاقه). وبعض السيدات تمسكن بضرورة إخبار الزوجة حتى تنتبه على (حالها) وتهتم بنفسها وبأناقتها داخل المنزل لتملأ عينيه. والبعض صرحن بضرورة تنبيهها حتى تفتح عينيها جيداً ولا تسمح له بالاختلاط مع صديقاتها الأخريات مع التأكيد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من بعض السيدات اللاتي لديهن هواية خطف الأزواج وهذا يعود في رأيي إلى الدافع القوي والمُلح الذي يدفعههن إلى القيام بذلك كما الرجل (لتعويض نقص معين داخلهن). أما الضيف الحيادي الذي خلع عنه ذكوريته وعقب بحكمة بالغة (أن هذا التصرف وهذا السلوك لا تتسبب فيه المرأة الزوجة التي تم تحميلها الذنب من البعض لأنها لا تهتم بنفسها وكأنه السبب الأوحد لهذه التصرفات من الرجل). لا تقلقي يا سيدتي فلست الملومة، كما أفاد الضيف من واقع عيادته، ف80 في المئة - كما صرح الضيف - من السيدات يعانين آلاماً نفسية شديدة جراء هذه التصرفات وتزيد معاناتهن أكثر عندما يحمِّلهن المجتمع نتيجه هذا السلوك الذي يحتاج إلى تقويم وعلاج سلوكي معرفي مكثف. [email protected]