تزايد القلق في الفترة الأخيرة من أن يكون انتشار فيروس «زيكا» في دول أميركا اللاتينية خلال الأسابيع الماضية، عائد إلى نشر علماء حشرات معدلة وراثياً في البرازيل قبل أربعة أعوام. وكانت شركة «أوكسيتك» للهندسة البيولوجية أجرت في 2012 تجارب على فصيلة البعوض نفسها المسؤولة عن نقل الفيروس، وقامت بتعديلها وراثياً لتنتج جيلاً من البعوض يموت قبل أن يتمكن من التكاثر، بهدف تقليل نسبة انتشار الجراثيم المسببة للمرض. وذكرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية أن بعض العلماء عبروا في ذلك الوقت عن قلقهم من خطة «أوكستيك»، ما دفع نقاداً إلى زعم أن التعديل الوراثي الذي تم، هو ما تسبب في انتشار الفيروس حالياً. ومن الأصوات التي عارضت التجربة وقت إجرائها، الدكتورة هيلين والاس التي تعمل في شركة «جين ووتش» الأميركية المختصة بمراقبة الآثار الأخلاقية والبيئية لتجارب الهندسة البيولوجية. ووصفت والاس العملية حينها بأنها «سابقة لأوانها، وقد تفوق أضرارها منافعها». في المقابل، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «أوكسيتك» أن هذه المزاعم «غير صحيحة»، موضحاً أن «الحلول لمكافحة ناقلات الأمراض، ومنها المبيدات الحشرية والمصائد ونشر البعوض غير القابل للتكاثر، تم تجربتها في أماكن ترتفع فيها حالات الإصابة بالمرض بهدف القضاء على مصدره». وأضاف أنه «كلما قلّ عدد البعوض، انخفض خطر انتشار المرض، وأثبتت التجربة فاعليتها أكثر من البدائل الأخرى». وهدفت الشركة من خلال تجربتها العلمية في البرازيل وماليزيا والهند وغيرها، إلى القضاء على 80 في المئة من فصيلة البعوض التي تدعى «الزاعجة المصرية» وهي الناقلة الأساسية لفيروس «زيكا». ودافع وزير الصحة في مدينة بيراسيكابا البرازيلية بيدرو ميلو، عن التجربة، مشيراً إلى أن جهود الشركة ساهمت في حماية السكان المحليين من فيروسات مختلفة، منها «زيكا». وقال ان «المشروع الذي أطلقته الشركة في المحافظة أحدث فرقاً كبيراً بالنسبة إلى المواطنين، وساعد في حمايتهم من البعوض الناقل لفيروسي زيكا وشيكونغونيا». وعقدت «منظمة الصحة العالمية» اليوم (الثلثاء) اجتماعاً لتحديد ما إذا كان انتشار فيروس «زيكا» الذي يشتبه بأنه يسبب تشوهات خلقية، يشكل «حال طوارئ للصحة العامة في العالم». وكانت المنظمة حذرت الأسبوع الماضي من أن الفيروس ينتشر في شكل واسع في الأميركتين، وتوقعت إصابة ما بين ثلاثة ملايين واربعة ملايين شخص به. وتكمن خطورة «زيكا» في تسببه يسبّب تشوّهات مثل «الصَعَل» في الأطفال الحديثي الولادة، وهو اضطراب عصبي يؤثر في حجم الجماجم ويحد من نمو الدماغ، ما يضع الأطفال في حاجة دائمة إلى الرعاية المستمرة. وقالت مديرة المنظمة مارغريت شان أن علاقة الفيروس بزيادة حالات صغر الجمجمة لدى المواليد الجدد، موضع «اشتباه» قوي، مع أنها لم تثبت نهائياً. وكانت سلطات البرازيل التي تشهد أوسع انتشار للفيروس، حذرت منذ تشرين الأول (أكتوبر) من الارتفاع غير العادي في عدد المواليد المصابين بصغر الجمجمة في شمال شرقي البلاد.