حذّرت حكومات دول أميركا الجنوبيّة من خطر انتشار فيروس "زيكا" الذي ينتقل عبر البعوض والذي أصاب الآلاف في البرازيلوكولومبيا. وفي حال انتشاره كبقية الفيروسات ستصل أعداد المصابين إلى المئات. وينتقل فيروس "زيكا" من خلال فصيلة من البعوض تعرف علمياً ب "البعوضة الزاعجة المصرية" التي تنقل أيضاً حمّى "الدانغ" و"الحمى الصفراء"، لكنه لم يسبب أي هلع أو ناقوس خطر منذ ظهوره للمرة الأولى في البرازيل بسبب أعراضه الخفيفة نسبياً كالحمى المنخفضة وبعض الطفح الجلدي والصداع. ويعتبر هذا الفيروس خطيراً جداً ولاسيّما إذا أصاب الحوامل، إذ إنّه يسبّب تشوّهات مثل، "الصَعَل" أو "مايكروفالي" في الأطفال الحديثي الولادة. والصعل هو اضطراب عصبي يؤثر في حجم الجماجم ويحد من نمو الدماغ ما يضع حياة الأطفال في حاجة دائمة إلى الرعاية المستمرة. وأدى هذا الفيروس إلى ولادة أكثر من 4 آلاف طفل مصابين بصغر الرأس (الصعل) في البرازيل منذ تشرين الأول (أكتوبر). بينما لم يتجاوز هذا العدد 150 في العام 2014، ويرجح الخبراء أن السبب وراء هذه الزيادة يعود الى الانتشار السريع للفيروس. وحذرت الحكومة الكولومبية النساء من الحمل لمدة ستة أو ثمانية أشهر إلى حين إعلان السيطرة الكاملة على الفيروس. وقالت وزارة الصحة في كولومبيا إن فيروس "زيكا" أصاب أكثر من 13 ألفاً و500 شخص في البلاد، ونبهت إلى خطر تفشيه. وذكر وزير الصحة أليخاندرو غافيريا أن كولومبيا سجلت وجود 560 امرأة حاملاً بين المصابين، متوقعاً انتشار العدوى كما حدث مع فيروس "تشيكونونيا" في العام الماضي والذي أصاب ما بين 600 و700 ألف شخص. وأضاف غافيريا "نحن البلد الثاني (في أميركا اللاتينية) بعد البرازيل في عدد الإصابات". وحذّر المركز الأميركي لمكافحة الأمراض النساء من السفر إلى 14 دولة من ضمنها البرازيل ودول أخرى في أميركا الجنوبية خوفاً من أن يكون الفيروس انتشر فيها. والبرازيل تشهد أكبر تفشٍ للفيروس. ويقول التحذير، "نظراً لإلى انتشار الفيروس في الأميركتيين ستزداد أعداد المصابين بالفيروس بين المسافرين إلى داخل أو خارج الولاياتالمتحدة. وهذه الحالات قد تؤدي إلى انتشارٍ محلي للفيروس في الولاياتالمتحدة". وتكون آثار الفيروس "زيكا" عادة خفيفة إلا أنها قد تؤدي الى صغر الرأس الذي يؤدي الى ولادة الأطفال برؤوس أصغر من الحجم الاعتيادي وإلى نمو الدماغ بمعدل أبطأ. وقد يسبب الفيروس أيضاً إعاقات فكرية وتأخراً في النمو، وقد يكون قاتلاً في بعض الأحيان. وتعمل الحكومة البرازيلية في الوقت الراهن على مكافحة الفيروس بأسرع وقت ممكن وتموّل البلاد اللقاحات والاختبارات الجديدة. إلا أن الطريقة الوحيدة لوقف انتشار الفيروس والوقاية منه في الوقت الحالي هي تنقية المياه التي يتكاثر فيها البعوض والحد من تعرض الناس للبعوض. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام طاردات الحشرات وارتداء الملابس (تحبذ الألوان الفاتحة) التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم. واستخدام الحواجز المادية مثل الحواجز السلكية، وإغلاق الأبواب والشبابيك واستخدام الناموسيات عند النوم.