تستعد ريو دي جانيرو لكرنفالها السنوي، وتعتبره مؤشراً إلى أحوالها على أبواب استضافتها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية من 5 إلى 21 آب (أغسطس) المقبل، في ظل انكماش اقتصادي ومعضلة صحية تتمثّل بفيروس «زيكا». فقد ارتفعت التكاليف الإجمالية للدورة الأولمبية 98.6 مليون دولار عن الموازنة المعتمدة، على رغم الإعلان أخيراً عن خفض النفقات، من خلال تعديلات ستُدرج على عدد من المرافق والمنشآت. وعزا مارسيلو بيدروسو، رئيس السلطة الأولمبية العامة، الهيئة الحكومية المسؤولة عن مراقبة الإنفاق المتعلّق بالألعاب، الأسباب إلى كلفة توريد الطاقة الموقتة وتغيّرات هندسية حتّمها تقليص استيعاب ملاعب وقاعات. وتمثِّل هذه الزيادة واحداً في المئة من أرقام الإنفاق المدقّقة في آب الماضي، ويرتقب أن تشكّل عموماً 27 في المئة من الموازنة الإجمالية لتنظيم الدورة الأولمبية والمقدّرة ب7.1 بليون دولار، تشمل ورش البنى التحتية. وساهم التضخُّم وتراجع العملة البرازيلية (ريال) في هذه الزيادة. وتواجه البرازيل أسوأ ركود منذ 25 سنة، فضلاً عن أزمة سياسية – اقتصادية، في ظل الانخفاض العالمي لأسعار النفط. ومع اقتراب موعد الدورة الأولمبية التي يعوَّل عليها الكثير، كُشِف تدريجاً عن إجراءات وُصِف بعض نقاطها بأنه «جذري» للحدّ من الإنفاق غير المجدي، ومن دون أن تؤثر هذه الخطوات في مستوى التنظيم والاستضافة. ومنها خفض عدد المتطوّعين من 70 ألفاً إلى 50 ألفاً، والتخلّي عن مشروع لإنشاء مدرج عائم يستوعب 4 آلاف متفرّج في لاغوا ردوديغو دي فريتاس، حيث ستُنظَّم مسابقات التجذيف والكانوي. ويجزم المنظّمون بأن هذه الخطوة لن تنسحب على أمكنة أخرى، علماً أن منصات كبار الزوار في بعض الملاعب، ستشهد تقليصاً لمساحاتها وتجهيزاتها. كما يؤكدون المضي في اعتماد أجهزة تكييف في قرية الرياضيين. وطالبت أحزاب وهيئات معارضة بأن تُخصَّص الأموال المقتطعة للمستشفيات التي تعاني أساساً من تقليص موازنتها بسبب الانكماش الاقتصادي، علماً أن البرازيليين كانوا يأملون بأن ينعكس تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2014، ثم الألعاب الأولمبية المرتقبة، إيجاباً على أحوالهم المعيشية، ويطوِّر مستوى الخدمات المقدّمة لهم. وسبقت كأس العالم احتجاجات وتظاهرات وشغب في مدن، كما نُظِّمت أخيراً تحركات احتجاجاً على ارتفاع كلفة النقل العام. وزاد القلق من أن يؤثر تفشّي فيروس «زيكا» في الحركة السياحية وحضور المشجعين فاعليات الأولمبياد، بالتزامن مع الحديث الدائم عن تلوّث «أزلي» في خليج جوانابارا، وفشل حلول معالجته، وهمس عن صفقات... وفساد.