تمثّل فكرة «عاصمة الثقافة الإسلامية»، التي تبنتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) منذ العام 2001، مرحلة مهمة في تقارب وجهات النظر الإسلامية، من خلال اختيار ثلاث عواصم إسلامية سنوياً، بين العواصم الإسلامية العديدة، ومنحها الاهتمام والتركيز الإعلامي المناسبَين، إلى جانب العمل على توحيد الجهود نحو تطوير الوعي بالثقافة الإسلامية بمفهومها المعاصر والمتجدّد. واختارت «إيسيسكو» مدينة الكويت لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016، فأعدّ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، برنامجاً حافلاً من النشاطات الثقافية التي تستمر سنة كاملة، بمشاركة مؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وقال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، محمد العسعوسي، إن «الاحتفالية تسعى إلى إبراز دور الكويت الثقافي ومنجزاتها في كل روافد الثقافة العربية والإسلامية من نشر وتوثيق وتحقيق لكنوز التراث الإسلامي، إلى جانب تعزيز دور مؤسسات الدولة المختلفة في العمل على إبراز الوجه الحضاري للثقافة الإسلامية بجوانبها الإنسانية المشرقة التي تكرس قيم المحبة والسلام ومفاهيم قبول الآخر». وأضاف: «بدأت الاحتفالات في 18 الجاري بالتزامن مع انطلاق مهرجان القرين الثقافي في دورته ال22، متضمنة العديد من الفعاليات المتميزة ومنها: معرض ومؤتمر بناء عاصمة العمارة الحديثة بدولة الكويت 1949 – 1989، معرض صور الحرمين الشريفين بالتعاون مع مركز البحوث للتاريخ والفنون الإسلامية - أرسيكا تركيا، معرض حروف عربية بالتعاون مع مؤسسة بارجيل (الشارقة)، الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، محاضرة حول «اللغة العربية في التراث الإسلامي»، الاحتفال باليوم العالمي للشعر، ورشة عمل «فن الشعر وعلم تجويد القرآن الكريم»، حفلة لفرقة الموشحات المصرية، فرقة الإنشاد المصرية للمعهد العالي للموسيقى (أكاديمية الفنون – مصر)، معرض الخط العربي بالأسلوب الصيني، أوبريت درامي غنائي حول الموروث الإسلامي». وتضمّ الاحتفالية، المؤتمر الدولي للمانحين لدعم سورية، مسرحية «صيده ما صيده»، وعملاً آخر للأطفال للتعريف بقضية الأقصى، وإصداراً خاصاً للهيئة لمناسبة «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية»، وغيرها. وأتت فكرة «العواصم الثقافية» في العام 1982 أثناء انعقاد مؤتمر عالمي في المكسيك حول السياسات الثقافية الدولية، وتستند إلى أن الثقافة عنصر أساس في حياة كل فرد وكل مجتمع، وأن التنمية تنطوي على بعد ثقافي جوهري، ما دامت تستهدف في غايتها خير الإنسان. واقتبس العرب الفكرة، فبادرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع خبراء عرب، الى وضع خطة للنهوض بالثقافة العربية، لكي تقرّها جامعة الدول العربية. واختيرت حينذاك القاهرة لتكون أول عاصمة للثقافة العربية العام 1996، تلتها تونس العام 1997، وتواصلت تظاهرة العواصم الثقافية العربية حتى وصلت إلى 16 عاصمة للثقافة. واختيرت الكويت لتكون إحدى المدن الثلاث، إلى جانب مدينة مالية في جمهورية مالديف، ومدينة فريتاون في جمهورية سيراليون.