أثينا، موسكو، اسطنبول، باريس - أ ف ب، رويترز – احتفل عمال العالم أمس بالأول من أيار (مايو) عيد العمل العالمي، وتمايزت التحركات من بلد إلى آخر بحسب الظروف التي تعيشها الطبقة العاملة في كل من هذه البلدان. إذ تزامنت في اليونان مع استعداد الحكومة لإعلان خطة إنقاذ للاقتصاد تقضي باعتماد تقشّف قاسٍ، رفضها اليونانيون لأنها تطاول حقوقهم ومستوى معيشتهم. وشهدت التظاهرات التي انطلقت في أثينا وسالونيكي شمال اليونان وسط توتر شديد في انتظار هذه الخطة، مواجهات بين الشبان والشرطة. وضرب شبان بعضهم مسلح بعصي قوات مكافحة الشغب، التي نشرت أمام وزارة الداخلية، بحسب ما ذكرت مراسلة وكالة «فرانس برس». وألقت الشرطة الغاز المسيل للدموع قبل أن يتفرق مثيرو الشغب اثر تبادل بعض الشتائم، وألقتها كذلك لصد شبان هاجموا واجهات محال تجارية ومصارف في سالونيكي كبرى مدن الشمال. وقدّر نقابيون قيمة إجراءات التقشف ب 25 بليون يورو على فترة عامين لخفض عجز الموازنة الذي وصل إلى 14 في المئة من الناتج الداخلي، إلى 4 في المئة نهاية عام 2011. وأكدت النقابات استعدادها لمحاربة هذه الخطة خصوصاً الاقتطاع في الرواتب وإصلاح نظام التقاعد. وتنوي النقابات أن «تجعل من الأول من أيار، اختباراً قبل الإضراب العام في القطاعين العام والخاص المقرر الأربعاء المقبل». وفي تركيا، شارك آلاف الأشخاص في التظاهرات في «ساحة تقسيم» في اسطنبول، للمرة الأولى منذ 33 عاماً، عندما قتل عشرة اشخاص في تلك الساحة الشهيرة. وانتشر ما يزيد على 22 ألف شرطي لهذه التظاهرة، التي دعت اليها نقابات وأحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية، وأعلن المنظمون أنها «جمعت نحو 300 ألف شخص». وفي موسكو، حمل خمسة آلاف شيوعي الأعلام الحمر وصور ستالين ونزلوا إلى الشارع، حيث كان أنصار رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يشكلون اكبر تظاهرة ضمت عشرين ألف شخص. وفي سان بطرسبرغ، كتب على يافطات «يجب ألا يدفع العمال ثمن الأزمة» و «لا لرفع الأسعار» و «يجب على المسؤولين أن يدفعوا». وقدرت وسائل إعلام روسية عدد المتظاهرين في أنحاء البلاد بنحو 1.7 مليون من الشرق الأقصى على المحيط الهادئ إلى منطقة كالينينغراد على بحر البلطيق. وتعرّضت الاحتفالات بعيد العمل في منطقة كاباردينو بالكاريا في شمال القوقاز لانفجار عبوة، ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة 21 آخرين بجروح. وفي ألمانيا، استعدت الشرطة لمواكبة التظاهرة، لتجنب تكرار الحوادث التي وقعت العام الماضي في برلين، وانتشر 5800 شرطي. وفي فرنسا، نُظمت تظاهرات في المدن الكبرى بدعوة من النقابات التي تعتزم الضغط في اتجاه اعتماد إصلاح نظام التقاعد، وسُجلت نسبة مشاركة اقل من عام 2009. وفي إيطاليا، انطلقت التظاهرة النقابية الوطنية المنظمة في روزارنو (جنوب) في أجواء كرنفال، وكانت هذه المدينة شهدت اشتباكات عنيفة في كانون الثاني (يناير) الماضي بين عمال مهاجرين والسكان. وفي مدريد، سارت تظاهرة خلف يافطة كبرى كتب عليها «من أجل العمل مع حقوق وضمانة لمتقاعدينا». وفي فيينا شارك حوالى مئة ألف شخص، بحسب المنظمين، في التظاهرة أمام مركز البلدية.