حتى فترة قريبة كانت من مهمات رجال الدوريات الأمنية القيام بالمهمات الميدانية الخاصة ببلاغات المواطنين والمحافظة على الأمن المحلي، ولكن يبدو أن المسؤوليات الأمنية التي تقع على عاتق رجال الدوريات الأمنية العاملين في الميدان، سيضاف إليها تعزيزهم الأمن الفكري والتعامل مع أساليب التطرف والغلو. يأتي ذلك في وقت تجتهد السلطات الأمنية فيه إلى مكافحة التطرف بالأساليب كافة، بما فيها «تزويج» بعض العناصر المستفيدة من «المناصحة»، كي لا ترجع إلى الإرهاب مجدداً، بحسب ما قال مسؤول في إدارة الأمن الفكري. ونظمت الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية أخيراً دورة تدريبية بعنوان «تعزيز الأمن الفكري»، موجّهة إلى العاملين في الدوريات الأمنية في مدينة الرياض، استهدفت تسليط الضوء على أهمية الأمن الفكري، ودور رجل الأمن في تعزيزه. ومن المتوقع أن يباشر رجال الدوريات الأمنية مهماتهم الجديدة في التعامل مع الجمهور في أرض الميدان، بعد أن انتظموا في سلسلة من الدورات التدريبية والمحاضرات التي تهدف إلى تعزيز الأمن الفكري بما يمكنهم من القيام بأعمالهم والمسؤوليات المناطة بهم بكل كفاءة وفاعلية. وتناولت الدورة التي أقيمت أخيراً وقدمها مدير إدارة الدراسات الفكرية في الإدارة العامة للأمن الفكري محمد العرجاني عدداً من المحاور ركزت على مفهوم الأمن الفكري، وأساليب التطرف والغلو وآثاره، ومهددات الأمن الفكري ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز الأمن الفكري، وأهمية آداب الحوار والاختلاف، وأساليب المتطرفين في استهداف الشبان وآليات تجنيد الضحايا. وقال مدير الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية عبدالرحمن الهدلق: «إن المملكة لاحظت أن معظم المنتمين إلى تنظيمات إرهابية هم من الشبان غير المتزوجين في منتصف العقد الثاني من العمر، ما دفع المسؤولين عن برامج المناصحة إلى تشجيع تزويج المفرج عنهم لمنعهم من السقوط مجدداً ضحية التطرف». وأشار الهدلق في كلمة له أمام مؤتمر لمكافحة الإرهاب في ماليزيا نقلت تفاصيلها وكالة «برناما» الماليزية الرسمية أمس، إلى أن السعودية اكتشفت أن الإرهابيين يعتمدون في جهود تجنيد المقاتلين على العوامل المالية أو النفسية، من خلال جذب المتذمرين من أفراد المجتمع أو أصحاب الأفكار المتطرفة. وأكد الهدلق أهمية دور رجال الأمن في تعزيز الأمن الفكري، مبيناً أن رجال الأمن أصبحوا مؤهلين أكثر من أي وقت مضى لأداء مهماتهم الأمنية الميدانية بشكل أكثر احترافية. وتولي وزارة الداخلية دوريات الأمن أهمية خاصة، باعتبارها من أكثر القطاعات الأمنية احتكاكاً بالجمهور، ولما لها من دور في ضبط الأمن المحلي في السعودية، إضافة إلى مشاركتها في تلقي البلاغات ومساندة بقية القطاعات الأمنية سواءً في مهمات المرور أم حتى في المداهمات الأمنية للإرهابيين والخارجين عن القانون. ويتميز رجال الدوريات الأمنية في السعودية بزيهم العسكري الأسود بالكامل ومركباتهم باللون (الأبيض والأسود)، مزودة بتقنيات أمنية ذكية تمكنها من رصد المركبات التي تسير حولها في دائرة تراوح بين 200 إلى 250 متراً، ومزودة بسبع كاميرات، وبإمكانها الكشف على المركبات المبلغ عنها بمجرد دخول السيارة المعنية للنطاق الخاص بالدورية.