أعلن الرئيس باراك أوباما، في اختتام قمة الأمن النووي في لاهاي أمس التي شهدت وقف «مجموعة الدول السبع» الاتصالات مع موسكو في إطار مجموعة الدول الثماني بسبب ضمها إقليم القرم الأوكراني، أن «تهديد القوة الإقليمية روسيا جاراتها يشير إلى ضعفها»، فيما قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أهمية إلغاء اجتماع مجموعة الدول الثماني في سوتشي الصيف المقبل، وقال: «ليس الأمر مأسوياً، إذ ثمة قاعدة واسعة لمناقشة القضايا الدولية على مستويات مختلفة، بينها مجموعة العشرين ومجموعة بريكس». (للمزيد) وصرح لافروف، بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري في لاهاي، بأن الأخير «أظهر تفهماً لضرورة تنفيذ اتفاق 21 شباط (فبراير) الماضي الذي وقعته المعارضة الأوكرانية (السلطات الحالية) مع الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، ونص على نزع سلاح المتطرفين في أوكرانيا وتشكيل حكومة توافق وطني»، مشيراً إلى أن موسكو فتحت حواراً مع كييف بعد لقائه وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسيا في لاهاي. لكن الوزير الأوكراني اتهم موسكو ب «تهديد أمن المنشآت النووية في أوكرانيا التي طالب بمساعدات أجنبية لحمايتها، ما دفع الوفد الروسي في لاهاي إلى الرد بأن «عجز السلطات الجديدة في كييف هو الخطر الحقيقي على المنشآت النووية في أوكرانيا، وليس موسكو». كما اتهم الوفد ممثلي أوكرانيا بخرق جدول أعمال القمة من أجل اتهام روسيا بخرق مذكرة بودابست الخاصة بضمانها مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. إلى ذلك، رفعت كييف مشروع قرار غير ملزم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة سيُصوت عليه غداً للتنديد باستفتاء انفصال القرم، وتأكيد وحدة أراضي أوكرانيا، فرد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بأن «القرار سيزيد صعوبة إيجاد حل سياسي وديموقراطي للأزمة»، علماً أن نص القرار يتطابق مع مشروع استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضده في مجلس الأمن. وكان لافتاً رفض الكرملين التعليق على حض رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينك، وفي مكالمة هاتفية مسربة مع نائب أمين مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني نيستور شوفريتش، على قتل الروس في أوكرانيا. وقال ديميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين: «ليست التصريحات على موقع يوتيوب مصدراً رسمياً للمعلومات، علماً أن تيموشينكو اعترفت بحصول المكالمة، لكنها أقرت بأن جزءاً منها ملفق». على صعيد آخر، أطاحت تطورات الوضع في القرم بوزير الدفاع الأوكراني ايغور تينيوخ الذي اعتبره البرلمان مقصراً في التعامل مع التدخل الروسي في القرم، وكذلك سيرغي كونيستين، أحد ممثلي الرئيس الأوكراني اولكسندر تورتشينوف الذي طالب نواب بعزله لكن من دون تأمين عدد كافٍ من الأصوات.